قال: وأنشدني أبو جعفر حَنْبل بن عليّ البُخَارِيّ الصُّوفي، قال: أنشدنا أبو الفَضْل محمَّد بن طاهر لنفسه]: [من الطَّويل]
إلى كم أمَنِّي النَّفْسَ بالقُرْبِ واللِّقا ... بيومٍ إلى يومٍ وشَهْرٍ إلى شَهْرِ
وحتَّامَ لا أحظى بِوَصلِ أَحِبَّتي ... وأشكو إليهمْ ما لَقِيتُ مِن الهَجْرِ
فلو كان قلبي مِنْ حديدٍ أذَابَهُ ... فِراقُكُمُ أو كان مِنْ أصلَبِ الصَّخْرِ
ولما رأيتُ البَينَ يزدادُ والنَّوى ... تَمَثَّلْتُ بيتًا قِيلَ في سالِفِ الدَّهْرِ
متى يستريحُ القَلْبُ والقلبُ مُتْعَبٌ ... ببَينٍ على بَينٍ وهَجْرٍ على هَجْرٍ
[قال الحافظ: وأنشدنا أَيضًا لابن طاهر] (?): [من المتقارب]
خَلَعْتُ العِذار بلا مِنَّةٍ ... على مَنْ خَلَعتُ عليه العِذارا
وأصبحتُ حيرانَ لا أَرْتَجي ... جِنانًا ولا أتَّقي فيه نارًا
وقال [الحافظ] (?) ابنُ عساكر: سمِعْتُ أَبا العلاء الحسن بن أَحْمد الهَمَذاني يقول: ابْتُلي محمدُ بنُ طاهر بهوى امرأةٍ من أهل الرسداق، وكانت تسكن قريةً على ستَّةِ فراسخَ مِنْ هَمَذَان، فكان كلُّ يوم يذهب إلى قريتها فيراها تَغْزِلُ في ضَوْء السِّراج، ثم يرجع إلى همذان، فكان يمشي في كلّ يومٍ وليلة اثني عَشَرَ فرسخًا (?).
أبو نَصر السَّاجي، المَقْدِسي.