ولد إسماعيل سنة ثمانٍ وعشرين وأربع مئة، وسافر الكثير، ولقي الشُّيوخ، وسكن خُوارَزْم قريبًا من عشرين سنة، ودرَّس بها، ثم مضى إلى بَلْخ، فأقام بها مُدَّة، وَوَرَدَ بغداد، وورد نَيسَابُور في هذه السنة، ثُمَّ خرج إلى بيهق فتوفِّي بها، وكان إمامًا فاضلًا حَسَنَ الطِّريقة، صدوقًا، ثِقَةً (?).

[فصل وفيها تُوفِّي] (2)

رِضوان بنُ تاج الدَّوْلة تُتُش

صاحب حلب، ويلقب بفخر الملك [وقد ذكرنا سيرته في السنين] (?)، وكان ملكه بحلب سنة ثمانٍ وثمانين وأربع مئة بعد قتل أَبيه، وكان المستولي على أمره جناح الدولة حسين، ففارقه، وكان رضوان غير محمود السِّيرة، وهو أول من بني بحلب دار الدعوة وقتل أخَوَيه: أَبا طالب، وبَهْرام [ابني تاج الدولة تُتُش] (?)، وقتل خواصَّ أَبيه واحدًا بعد واحدٍ.

وكان ظالمًا، بخيلًا شحيحًا، قبيح السيرة، ليس في قلبه رحمة ولا شفقة على المسلمين، وكانتِ الفرنجُ تغار (?) وتسبي، وتأحذ من باب حلب ولا يخرج إليهم، ومَرِضَ أمراضًا مُزْمنة، ورأى العِبَرَ في نفسه، وتوفي في الثامن والعشرين من جُمادى الآخرة.

وترك [ولدًا صغيرًا اسمه] (?) ألب أرسلان وعمره ست عَشَرَة سنة، وكان أخرسَ في كفالةِ لؤلؤ الخادم، [والغالبُ على ملك حلب مِثْل هذا؛ أن يموتَ صاحِبُها ويتولَّى أمرَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015