وجاء الفرنج، فنزلوا على تل مُبَشِّر مقابل شَيزَر ليبنوا عليه حِصنًا، فنازلهم طُغْتِكين ومودود، وطَمِعَ بهم التُّرك، وتَخَطَّفوهم، ومنعوا أحدًا منهم أن يخرج من خيمته، وقتلوا وأسروا، فلما رأوا أحوالهم ناقصة انكفؤوا راجعين إلى أنطاكية وطرابُلُس، والتُّركُ في آثارهم قَتْلًا وأَسْرًا، واستحكمتِ المَوَدَّةُ بين [أتابك] (1) طغتكين [وشرف الدين] (?) مودود (?).
[فصل] (1) وفيها تُوفِّي [الأمير] (1)
صاحب خِلاط، وديار بكر. قد ذكرنا أنَّه جاء إلى الرُّها، ومَرِضَ، فَحُمِلَ في مِحَفَّة، فمات بميَّافارِقين، وحُمِلَ تابوته إلى خِلاط، فَدُفِنَ بها، وكان عادلًا مجاهدًا.
وأبوه أُرتُق ماتَ بالقُدْس، وكان قد دخل الرَّمْل خوفًا من مَلِك شاه، ولمَّا عاد ملك شاه عن الشَّام، رَجَعَ أُرْتُق إلى القُدْس، ومات به.
ونجم الدِّين إيل غازي بن أُرْتُق، أخو سُكْمان مَضى إلى السُّلْطان محمَّد شاه، فولاه شِحْنِكِيَّة العراق، ثم أَخَذَ مارِدِين في سنة ثمانٍ وخمس مئة، وميافارقين في سنة اثنتي