رضوان، فقَبَضَ عليه واستأْصله، وأقام أيامًا في الاعتقال، ثُمَّ أمَرَ بخَنْقِهِ [فَخُنِقَ] (?) وأُرْمِيَ في جُبٍّ، ثم أُخرج، فَدُفِنَ بالمقابر.
أبو زكريا الشَّيباني، الخطيب (?) التِّبْريزي، أحد أئمة اللغة، وله التَّصانيفُ الحِسان، شَرَحَ "الحماسة" في عدة نُسَخٍ: بسيط ووسيط ومختصر، وشَرَحَ المتنبي وغيره (?)، وكان عارفًا بالنَّحْو واللُّغة، والأنساب، وأيام العَرَب، وكان نِظامُ المُلْك يعَظِّمُه، وشَغَّل أولادَه بالأدب عليه، ورَتَّبَ له الجامكية (?) بالنِّظامية يدرِّس بها العربية، وسَمِع الحديثَ زمانًا، وتوفِّيَ لليلتين بقيتا من جُمادى الآخرة فجأة ببغداد، وصلَّى عليه أبو طالب الزَّينبي، ودُفِنَ إلى جانبِ أبي إسحاق الشِّيرازي بباب أبرز.
ورآه ابنُ الجَوَاليقي في المنام، فقال: ما فَعَلَ الله بك؟ فقال: غَفَرَ لي بتصنيف "كتاب إعراب القرآن".
وقال ابنُ ناصر: كان ثِقَةً فيما يرويه. وقال ابنُ خَيرون: ما كان بِمَرْضيِّ الطَّريقة (?).
وقال أبو زكريا: كتب إليَّ العميد بنُ الفَيَّاض: [من مجزوء الرَّمل]
قُلْ ليحيى بن عليٍّ ... والأقاويلُ فنونُ
غير أنِّي لَسْتُ مَنْ يَكـ ... ــــذِبُ فيهما ويخونُ
أنتَ عَينُ الفَضْل إن مُدَّ ... تْ إلى الفَضْل عيونُ
أنتَ مَنْ عَزَّ بِهِ الفَضْـ ... ـــلُ وقد كاد يَهُونُ