[فصل: وفيها قتل صدقة ابن مزيد صاحب الحلَّة، وسنذكره] (?)
وفيها ولّى الخليفة القاضي أبا العَبَّاس بن الرُّطَبي (?) حِسْبة بغداد، وعَزَلَ عنها أبا سَعد بنَ الحُلْواني (?).
وفي رمضان عُزِلَ الوزير ابن المُطَّلب، ثم أعيد.
وعُزِلَ أبو جعفر بنُ الدَّامَغاني عن حِجْبة الباب، واستُنيب أبو العِزّ المُؤَيَّدي (?).
وفيها ظَهَرَتْ ببغداد صبيَّةٌ عمياء تتكلَّمُ على أسرار النَّاس، فكانت تُسأل عن نقوش الخواتيم وما عليها، وألوان الفُصوص، وصفاتِ الأشخاص إلى غير ذلك. [فأشكل هذا على العلماء والفُقَهاء والخواصِّ والعَوَام حتى قال عليُّ بنُ عَقِيل (?) الحَنبلي: ليس في هذا إلا أنه خصيصة من الله سبحانه كخواص النَّبات والأحجار، فَخُصَّتْ هذه بإجراء ما يَجرِي على لسانها من غيرِ اطِّلاع على البَوَاطن (?).
قلت: وأينَ ما يدَّعيه ابنُ عقِيل من الغَوْصِ على الدَّقائق، والوقوفِ على الحقائق، فإنَّا قد رأينا مثل هذا كثيرًا، يَقِفُ إنسانٌ من بعيد، ويوقف صبيًّا بعيدًا عنه، فإذا جاء إنسانٌ إلى الرَّجل، فَيُسِرُّ إليه بِسِرٍّ، فيصيح الرجل بالصَّبي: يا بيان، فيقول: نعم، فيقول: ما تقول في كذا وكذا؟ فتارةً يصيبُ، وتارة يخطئ, وإنما يدرك الصَّبيُّ ما يدرك بمطابقةٍ بينه وبين الرَّجل بإشاراتٍ وحروف معروفة، والدَّليلُ عليه أنَّهم لما ذَكَرُوا هذه الصَّبيَّة قالوا في أثناء قِصَّتها: قد ثَبَتَ بالتَّواتر أنَّ جميعَ ما تتكلَّم به لابُدَّ من مشاركةِ