المصافِّ بين محمد وبركياروق مع بركياروق، فكبا به فرسُه وعليه سلاحه فلم يعرفوه، فقُتِلَ، وحُمِلَ إلى بغداد فدُفِنَ في الجانب الشرقي مُقابل رباط أبي النجيب، وكان يعمل برأيه في قتل ما لا يجوز قتلُه من اللصوص ويُمَثِّل بهم، ويزعم أن ذلك سياسة.
ابن علي بن صابر، أبو القاسم، السُّلَمي، الدمشقي، ويعرف بابن سِيدَه، وُلدَ سنة اثنتين وخمسين وأربع مئة، وكانت وفاتُه في ربيع الآخر بدمشق، وأنشد: [من الكامل]
صبرًا لِحُكْمِكَ أيُّها الدَّهرُ ... لكَ أن تجورَ ومنِّيَ الصبرُ
آليتُ لا أشكوكَ مجتهدًا ... حتَّى يَرُدَّكَ مَنْ لهُ الأمرُ
الصوفي، العربوني (?).
كان مقيمًا برباط عتاب غربي بغداد، وهو معروف بسُكنى المجردين، حجَّ سنين كثيرة على التجريد وقارب مئة سنة، ولمَّا احتُضِرَ لم يُخلِّف من الدنيا شيئًا، فقالت له زوجته: وافضيحتُك [قال: ولمَ؟ قالت: ما لكَ كفن. فقال لها: وافضيحتي] (?) لو كان لي كفن. وتوفِّي رحمه الله واتَّفق أنَّه مات في هذا الوقت أبو الحسن البسطامي شيخ رباط ابن المحلبان، وكان لا يَلْبَس إلا الصوف، ويغلظ على نفسه، ويُظهر التجريد والفقر، فظهر عنه أن له عشرة آلاف دينار مدفونة، فتعجَّب الناس من تفاوت ما بين الرجلين، وكلاهما شيخا رباطين.
أبو القاسم، التميمي، الحنبلي، قدم رسولًا إلى دمشق من المستظهر سنة تسعين بِخِلَع إلى دُقاق، وعاد إلى بغداد فتُوفِّي بها، وكان ثقةً صدوقًا.