وفيها توفِّي
أبو محمَّد، الحنبلي، الفقيه، تفقَّه على القاضي أبي يعلى، وتُوفِّي في صفر، ودُفِنَ بباب حرب، وكان صالحًا زاهدًا فاضلًا ثقة.
الكاتبة، برعت في الكتابة على طريقة ابن البواب، وكتب الأعيان على خطِّها، وأمرها الخليفةُ فكتبت كتاب الهدنة بين الديوان وملك الروم، وقالت: كتبتُ لعميد الملك الكُنْدَري ورقةً، فأعطاني ألف دينار.
سمعت الحديث، وتُوفِّيت في المُحرَّم، ودُفِنت بباب أَبْرز، وكانت صالحةً زاهدة.
تُوفِّي بالجُدَري وقد قارب تسع سنين، وحزن أبوه عليه حزنًا عظيمًا، وجلس الوزير للعزاء في باب الفردوس ثلاثة أيَّام، ومنع الخليفةُ من ضرب الطبل في أوقات الصلوات، وغُلِّقت الأسواق، وبطلت المعايش، ثم برز توقيعُ الخليفة إلى النَّاس: إن أمير المؤمنين أول من اقتدى بكتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. قال الله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156] ولمَّا مات إبراهيم ولدُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذكر الحديث.
وقد عزَّى أميرُ المؤمنين نفسه بما عزَّى الله به الأمة بعد نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - بقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]، فإنا لله وإنا إليه راجعون تسليمًا لحكمه، ورضًا بقضائه، فليعلم الحاضرون ذلك، وقد أذن لكم في الانكفاء مشكورين.