ويقال: إن تاج الدولة عاد إلى حلب، ففتحوا له باب البلد فدخله، وقد بقي سالم بن مالك في القلعة حتَّى سلَّمها إلى ملك شاه، وعاد أصحاب سليمان إلى أنطاكية.
الخرقي، الخادم، عتيق القائم بأمر الله، قرأ القرآن، وسمع الحديث، وكان ورعًا، صاحبَ معاملات وصدقاتٍ وإحسانٍ إلى النَّاس، ولما احتضر أعتَقَ عبيدَه وإماءه، وأوصى لهم بجزء من ماله، وأجاز ذلك المقتدي.
ولمَّا مات أمر المقتدي بحمل تابوته إلى بين يديه فصلَّى عليه، وحُمِلَ إلى الرُّصافة فدفن بتربة الطائع.
ابن محمَّد بن عبد الله بن عبد الصَّمد بن المهتدي بالله، الخطيب، أبو جعفر، كان صاحبَ مروءة، نبيلًا، جليلًا، فاضلًا، خطيبًا، فصيحًا، يروي الأخبار والحكايات، حسنَ المحاضرة، وكانت وفاته في شعبان، ودُفن عند جامع المنصور.
أبو الحسن، المغربي، القيرواني، كان فاضلًا، له النَّظم والنَّثر، مات بغَزْنة في ربيع الأوَّل، ومن شعره: [من السريع]
إنْ تُلْقِكَ الغُربَةُ في معشرٍ ... قد أجمعوا فيكَ على بُغضِهِمْ
فدارِهِمْ ما دُمتَ في دارِهِمْ ... وأرضِهِمْ ما دُمْتَ في أرضِهِمْ
وقال أيضًا: [من السريع]
كأنَّ بَهرامَ وقد عارضَتْ ... فيهِ الثُّريا نظرَ المُبصِرِ
ياقوتةٌ يعرِضُها بائعٌ ... في كفِّهِ والمشتري مشتري