الأنساب؛ ولهذا سَمَّوه شيخ الشرف، وله تصانيف كثيرة (?)، وله شعر جيد، انتقل من بغداد إلى الموصل، ثم رجع إلى بغداد سنة خمس وثلاثين وأربع مئة، وله إذ ذاك مئة سنة إلا سنتين، ثم تُوفِّي في هذه السنة، ويقال: إنه توفي بدمشق.

السنة الثامنة والثلاثون وأربع مئة

وفيها غارت الترك على ما وراء النهر، واستولَوا على بُخارى وسمرقند وخُوارَزْم، فقطع طُغْرُلْبَك جيحون، وبعث أخاه إبراهيم يَنَّال (?) إلى العراق، فوصل حُلوان، واستولى عليها، ثم عاد إلى الريِّ والتقى طُغْرُلْبَك بالترك، فقاتلهم، فظهر عليهم وهزمهم، وعاد إلى خراسان، ووقع المُوتان ببغداد في الخيل (?) فأفناها، وكان أهلها يحضرون الأطباء فيسقونها ماء الشعير ويدبِّرونها كما يدبِّرون المرضى، وكان ببغداد رجل صاحب شرطة يُقال له: أبو محمد بن النَّسوي، حفر في داره بئرًا، وكان يستدعي الصيارف ومن يعرف [أنَّ] معه مالًا فيقتلهم ويأخذ أموالهم، وقتل جماعة من الهاشميين، وعلم العوام، فثاروا ورفعوا المصاحف على [رؤوس] (?) القصب، ومنعوا الخطباء من الجُمع، فأمر الخليفة بحبسه، وكان القاضي يومئذ أبو الطيب الطبري، وشهد عنده الشهود، وقامت البيِّنة، وكبسوا داره، وأخرجوا القتلى منها وعُرفوا، فبعث السلطان فأخذ منه خمسة آلاف دينار وأطلقه، ولم يقدر الخليفةُ على منعه من الخروج من الحبس.

وفيها مالت الغُزُّ إلى أذربيجان وأرمينية وشهرزور، فقتلوا خلقًا كثيرًا (?).

وفيها زُلزِلَتْ خِلاط (?) وديار بكر زلازلَ هدمت القلاع والحصون، وقتلت خلقًا كثيرًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015