الوقعة، وأراد أن يعصي، فلم يتَّفِقْ، فأخذ خمسين ألف دينار وانصرف، وبلغ الوزيرَ بمصر فعزَّ عليه قتلُ نصر، وما جرى في أموال القلعة من التفريط، وكلُّ ذلك مضافٌ إلى سواري الدِّزْبَري، فكانت ولايةُ شبلِ الدولة نصرٍ على حلب تسعَ سنين.
وفيها تُوفِّي
أبو علي، العَدْل، ويُعرف بابن أبي العجائز، ولد سنة أربعين وثلاث مئة بدمشق، وتُوفِّي بها في المُحرَّم، وكان ثقة.
وقال [ابن عساكر] (?): حدثنا محمد بن سليمان الرَّبَعي، عن محمد بن تمام البَهْراني، عن محمد بن قدامة قال: أتينا سفيان بن عيينة فحَجَبَنا، فجاء خادمٌ لهارون الرشيد -يقال له: حسين- في طِلْبتِه، فأخرجه، فقُمْنا إليه وقلنا: أمَّا أهلُ الدنيا فيَصِلون إليك، وأمَّا نحن فلا نصِلُ. فنظر إلينا وقال: لا أفلح صاحبُ عيال، ثم أنشد: [من البسيط]
اعمَلْ بعلمي ولا تنظُرْ إلى عملي ... ينفعْكَ علمي ولا يضْرُرْكَ تقصيري
ثم قال: بِمَ تُشبِّهون قولَه - عليه السلام - إخبارًا عن ربِّه تعالى: "ما شغلَ عبدي ذكري عن مسألتي إلَّا أعطيتُه أفضلَ ما أُعطي السائلين" (?)؟ فقلنا: قُلْ يرحمُكَ الله. فقال: قول القائل: [من مجزوء الكامل]
وفتًى خلا من مالِهِ ... ومن المروءةِ غيرُ خالِ
أعطاكَ قبلَ سؤالِهِ ... وكفاكَ مكروهَ السُّؤالِ