وقال: [من السريع]

كم ذا النوى قَدْ جزِعَ الصابرُ ... وقَنَطَ المهجورُ يا هاجِرُ

أأحمدَ البادونَ في عيشهِمْ ... ما ذمَّ من بعدهِمُ الحاضرُ

أم كان يومُ البَينِ حاشاكُمُ ... أولَ شيءٍ ما لَهُ آخِر

وقال: [من الوافر]

متى رُفِعَتْ لها بالغورِ نارُ ... وقَرَّ بذي الأراكِ لها قرارُ

فكلُّ دمٍ أراقَ السيرُ فيها ... بحُكْمِ الشَّوقِ مطلولٌ جُبارُ (?)

وقال [من البسيط]:

لو كنتَ تبلو غداةَ السَّفح أخباري ... علمتَ أنْ ليس ما عيَّرْتَ بالعارِ

شوقٌ إلى الوطنِ المحبوبِ جاذَبَ أضـ ... ـلاعي ودمعٌ جرى (?) من فُرْقةِ الجارِ

ووقفةٌ لم أكُنْ فيها بأولِ مَنْ ... بانَ الخليطُ فداوى الوجدَ بالنارِ

ولُمْتَ في البرقِ زفْراتي فلو عَلِمَتْ ... عيناكَ من أين ذاك البارقُ الساري

طارَتْ شرارتُهُ من حَرِّ كاظمةٍ ... تحتَ الدُّجى بلُباناتي وأوطاري

هَلْ بالديارِ على لومي ومعذرتي ... عَدْوى تُقامُ على وجدي وتَذْكاري

أم أنتَ تعذُلُ فيما لا تُريد بِهِ ... إلَّا مداواةَ حرِّ النَّارِ بالنَّارِ

وقال: [من الرجز]

سَلْ بالغُوير السائق المُغلِّسا ... هل يستطيع ساعةً أن يحبسا (?)

فإنَّ بالدارِ بقايا لوعةٍ ... نُوقًا ضِعافًا وعيونًا نُعَّسا

وثَمِلِين ما أداروا بينهم ... إلَّا السهادَ والدموعَ أكؤسا

ما علِمَتْ نفوسُهم أنَّ الرَّدى ... ميقاتُهُ الصبحُ إذا تنفَّسا

تركْتَ من خلفِكَ أجسامَهُمُ ... وسُقْتَ ما بين يديكَ الأنْفُسا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015