ابن محمود بن أبي موسى عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب، أبو علي، الهاشمي، القاضي، أحدُ أعيانِ الحنابلة وفقهائهم والمصنفين في مذهب الإمام أحمد رحمه الله، وُلدَ في ذي القَعدة سنة خمس وأربعين وثلاث مئة، ومات في ربيع الآخر، ودُفِنَ عند الإمام رحمة الله عليه، وكان ثقةً صدوقًا. قال: أضقتُ إضاقةً شديدةً، فدخل علي رجلٌ فأنشدني: [من الخفيف]
ليس من شِدَّةٍ تصيبُكَ إلَّا ... سوفَ تمضي وسوفَ تُكشَفُ كَشْفا
لا يضِقْ ذَرْعُكَ الرحيبُ فإنَّ الـ ... ـنَّارَ يعلو لهيبُها ثم تطفا
[وفيها تُوفِّي]
أبو الحسن، الفارسي، الكاتب، الشاعر، المشهور.
[ذكره الخطيب (?) فقال]: كان شاعرًا جَزْلَ القول، مُقدَّمًا على أهل وقته [وكنت أراه بجامع المنصور في الجمع يقرأ عليه ديوان شعره، فلم يقدِرْ أن يسمع منه شيئًا. قال]: وتوفي ليلة الأحد لخمسٍ خَلَوْنَ من جمادى الآخرة، ودُفِنَ بمقابر قريش. وقيل: بالشُّونيزية.
قال أبو القاسم بن برهان النحوي: كان مجوسيًّا، أسلم في سنة أربع وتسعين وثلاث مئة، فقلت له: يا أبا الحسن، انتقلتَ من زاويةٍ إلى زاويةٍ في جهنم. قال: وكيف؟ قلتُ: لأنك كنتَ مجوسيًّا، ثم صِرْتَ تتعرَّض لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمجوسيُّ والرافضيُّ في النار. فقال: ما أنا رافضيٌّ، ولكني أُحِبُّ أهل البيت عليهم