وفيها استولَتْ عساكرُ خراسان على الريِّ، وأخرجوا منها علاءَ الدولة بن كاكويه بعد قتالٍ شديد جرى بينهم، وكان مُقدَّمَ العساكر الخراسانية ياسٌ الفرَّاشُ ورَدَ إليها في ذي الحجَّة ومعه ثلاثةُ أفيِلَة من فِيَلَةِ مسعود بن محمود، فهجم الريَّ والفِيَلَةُ بين يديه، فانهزم ابنُ كاكويه.
ولم يحجَّ في هذه السنة أحد من العراق.
وفيها تُوفِّي
واسمه أحمد بن إسحاق بن جعفر المقتدر، وكنيته أبو العباس، وأمُّه يمنى مولاة عبد الواحد بن المقتدر، ولد يوم الثلاثاء تاسمع ربيع الأول سنة ست وثلاثين وثلاث مئة، وتقلَّد الخلافة سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة، وكان أبيضَ، حسنَ الجسم، كثَّ اللحية، [وكان] يخضب.
[قال الخطيب]: وكان من [أهل] الستر والصيانة، [والعفَّة والديانة، وإدامة الصلوات، وكثرة الصيام] والصدقات، وحُسْنِ الطريقة، وصحةِ الاعتقاد، والأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر، على مذهب مشهور، وصنَّفَ كتبًا كثيرةً في فنون، منها: كتابٌ في أصول الدين، وكتابٌ في فضائل الصحابة وعمر بن عبد العزيز، وكتابٌ كفَّر فيه القائلين بخَلْقِ القرآن، وكانت كتبه تُقرأ في كلِّ جمعة بجامع المهدي، وبحضرة القُضاة والعلماء والأعيان، و [ذكر محمد بن عبد الملك الهَمْداني أن القادر] كان يتنكَّرُ ويلبَسُ زِيَ العوام، ويقصد الأماكن المعروفة بالبركة، كقبر معروف الكَرْخي وتربة (?) ابن يسار.
وقال الحسين بن هارون القاضي: كان بالكَرْخ يتيمٌ وله دكَّانٌ له قيمة، فأمرني ابنُ حاجب النعمان أن أفُكَّ عنه الحَجْرَ ليبتاع منه الدكَّان، فلم أفعل، فأنفذ يستدعيني،