وقال أبو العلاء الواسطي: دعا المتوكِّلُ محمد بن عبد الملك ابنَ أبي الشوارب وأحمد بن المعدَّل وإبراهيم التَّيمي من البصرة، وعرضَ على كلِّ واحدٍ منهم قضاءَ القضاة، فاحتجَّ منهم محمد بن عبد الملك بالسِّنِّ العالية، واحتجَّ أحمد بن المعدَّل بضعف البصر، وامتنع إبراهيم التَّيمي، فقال له المتوكِّل: لم يَبْقَ غيرُك. وجزم عليه، فنزل حالُ إبراهيم التَّيمي، وعلَتْ مرتبةُ الآخرين، فيرى الناسُ أنَّ بركةَ امتناع محمد دخلَتْ على ولده، فولي منهم أربعةٌ وعشرون قاضيًا، منهم ثمانيةٌ تولَّوا قضاء القُضاة، آخِرُهم أبو الحسن، وما رأينا مثلَه.
قال المصنف رحمه الله: لو عادَتْ بركةُ جدِّهم عليهم لَما وُلِّي أحدٌ منهم القضاءَ على المسلمين، ولَما ذُبِحَ في الدنيا بغير سِكِّين.
مات أبو الحسن ليلةَ الخميس الثامن عشر من شوَّال.
[وفيها تُوفِّي]
ابن أحمد بن أبي الحديد، أبو الفضل، الدمشقي، الشاهد، كان فاضلًا، سمع الحديث بدمشق، وبها تُوفِّي، [وذكره الحافظ ابن عساكر (?).
قلت]: وفي يدِ ولده (?) نعل، يقال: إنه نعْلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وانتقل إلى الملك الأشرف موسى بن أبي بكر بن أيوب رحمه الله، واشترى له دارًا بدمشق، وأوقفها وجعل النعل فيها، ونقل إليها كتبًا كثيرةً، وأوقف عليها الأوقاف.
ابن عمر بن حفص أبو الحسن، المقرئ، ويُعرف بابن الحمَّامي، ولد سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة، وتفرَّد بأسانيد القراءات وعُلوِّها في وقته، وسمع الحديث،