وفيها تُوفي]
أبو الحسن، الصوفي، صاحبُ كتاب "بهجة الأسرار"، وكان أحد المشايخ في وقته، سمع الحديث الكثير، وحدَّث ببغداد والبصرة ومكة، وكانت وفاتهُ بمكة.
[وذكره جدِّي في "المنتظم" (?) وقال: وقد ذكروا أنه كان كذَّابًا، ويقال: إنه وضع صلاة الرغائب. قلت]: وقد تكلَّموا فيه بسبب صلاة الرغائب فإنهم اتَّهموه بوضعها.
قال [جدِّي] الشيخ أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله في كتاب "الموضوعات" (?): حدَّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ، أنبأنا أبو القاسم ابن مندة، حدَّثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جَهْضم الصوفي، حدَّثنا علي بن محمد بن سعيد البصري، عن أبيه، عن خلف بن عبد الله الصَّغاني، عن حُميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رجَبُ شهرُ الله، وشعبانُ شهري، ورمضانُ شهر أُمَّتي" قيل: يا رسول الله، ما معنى قولك: "رجب شهر الله"؟ قال: "لأنَّه شهر مخصوصٌ بالمغفرة، وفيه تُحقَنُ الدِّماء، وفيه تاب الله على أنبيائه، وفيه أنقذ أولياءه من أعدائه، مَنْ صامَه استوجَبَ على الله ثلاثةَ أشياء؛ مغفرةً لجميع ما سلفَ من ذنوبه، وعصمة فيما بقيَ من عمره، وأعطاه أمانًا من العطش يومَ العرض الأكبر" فقام شيخٌ ضعيفٌ فقال: يا رسول الله، إني لأعجز عن صيامه [كلِّه]؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صُمْ أولَ يومٍ منه، فإنَّ الحسنةَ بعشرِ أمثالِها، وأوسطَ يومٍ منه، وآخرَ يومٍ منه، فإنك تُعطى ثوابَ من صامَه كلَّه، ولكن لا تَغْفُلوا عن أولِ ليلةِ جمعةٍ في رجب، فإنَّها ليلةٌ تُسمِّيها الملائكةُ الرغائبَ، وذلك لأنه إذا مضى ثلثُ الليلِ لا يبقى مَلَكٌ في جميع السماوات والأرض إلا ويجتمعون في الكعبة وحواليها، ويطَّلِعُ اللهُ عليهم اطِّلاعةً، فيقول: يا ملائكتي، سلوني ما شئتم، فيقولون: يا ربَّنا، حاجتُنا إليك أن تغفِرَ لصُوَّام رجب. فيقول الله عزَّ وجلَّ: قد فعلتُ ذلك" ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما مِنْ أحدٍ يصومُ أولَ خميسٍ من رجب، ثم يُصلِّي ما بين العشاء والعَتَمة اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كلِّ ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرةً، و {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيلَةِ