عبد الواحد بن نصر (?)

ابن محمَّد بن عبيد الله بن عمر بن الحارث بن المطلب المخزومي، أبو الفرج، الببَّغاء [كذا نسبه الخطيب، وقال الحافظ ابن عساكر: أصله من نَصيبين، قدم دمشق غير مرة، وله أشعارٌ يصف فيها دير مُرَّان ودمشق، وأوقاته فيهما، وإنما سُمِّي الببَّغاء] للَثْغةٍ كانت في لسانه، [وكان أديبًا، فاضلًا، شاعرًا، مجيدًا، كاتبًا، مترسِّلًا، مدح الأمراء والفُضلاء والأكابر والعلماء وغيرهم].

قال الثعالبي: كان نجمَ الآفاق، وشمَّامَة الشام والعراق، وظَرفَ الظَّرف، وينبوعَ اللُّطْف، وأوحدَ زمانه في النظم والنثر، ومن شعره - قالوا: وكان أميًّا لا يُحسن الكتابة، وهذا عجيب -: [من الوافر]

أكُلُّ وميضِ بارقةٍ كذوبُ ... أما في الدَّهرِ شيءٌ لا يُريبُ

تشابَهتِ الطِّباعُ فلا دنيٌّ ... يحِنُّ إلى الثناءِ ولا لبيبُ

وشاعَ البخلُ في الأشياءِ حتَّى ... يكادُ يَشِحُّ بالريحِ الهبوبُ

وكيفَ أخُصُّ باسمِ العيبِ شيئًا ... وأكثرُ (?) ما نُشاهِدُهُ مَعيبُ

وقال: وكتب بها إلى عميد الجيوش: [من المتقارب]

سألتُ زماني بمن أستغيثُ ... فقال استَغِثْ بعميدِ الجيوشِ

فناديتُ ما لي بهِ حرمةٌ ... فجاوبَ حُوشيتَ مِنْ ذا وحُوشي

رجاؤكَ إيَّاه يُدنيكَ منهُ ... ولو كانَ بالصِّينِ أو بالعريشِ

نَبَتْ بيَ دارٌ وفَرَّ العبيدُ ... وأودَتْ ثيابي وبِعْتُ فروشي

وكنتُ أُلقَّبُ بالببَّغاءِ ... قديمًا فَقدْ مَزَّقَ الدَّهْرُ ريشي

وكانَ غذائي نقيُّ الأرُزِّ ... فها أنا مقتَنِعٌ بالحشيشِ

وكتب إليه أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابئ من الحبس وقد زاره في محبسه فقال: [من الطويل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015