مما جرت به العادة في الصلاة على الخلفاء من بني هاشم، وبلغ ستًّا وسبعين سنة، ورثاه الشريف الرضي (?) من أبيات: [من الرمل]

ما رأى حيُّ نزارٍ قبلَها ... جبلًا سارَ على أيدي الرِّجالِ

وإذا رامي المقادير رمى ... فدروعُ المرءِ أعوانُ النِّصالِ

أيها القبرُ الذي أمسى بهِ ... عاطَلَ الأرضَ جميعًا وهو حَالي

لم يُواروا فيكَ ميتًا إنَّما ... أفرغوا فيكَ جبالًا من نوالِ

لا أرى الدمعَ كفاءً للجَوى ... ليس أنَّ الدَّمع من بعدِكَ غالي

وبِرُغمي أنْ كسوناكَ الثَّرى ... وفرشناكَ زَرَابيَّ الرّمالِ

وهجرناكَ على رُغْمِ الورى (?) ... رُبَّ هجرانٍ على غيرِ تقالِ

لا تقُلْ تلكَ قبور إنَّما ... هي أصدافٌ على دُرِّ اللآلي

محمد بن عبيد الله (?)

ابن محمد بن حُلَيس، أبو الحسن، السلامي، كان فصيحًا، وله شعرٌ حسن، فمنه: [من المنسرح]

ظبيٌ إذا لاحَ في عشيرتِه ... يطرقُ بالهمِّ قَلْبَ مَنْ طَرَقَهْ

سهامُ ألحاظِهِ مفوَّقَةٌ ... فكلُّ مَنْ رامَ وَصْلَهُ رَشَقَهْ

بدائعُ الحُسْنِ فيهِ مُفترِقَه ... وأنفُسُ العاشقينَ مُتَّفِقَهْ

قد كتبَ الحُسْنُ فوقَ عارِضِه ... هذا مليحٌ وحَقِّ مَنْ خَلَقَهْ

وله في الدِّرع يقول: [من الكامل]

يا رُبَّ سابغةٍ حَبَتْني نعمةً ... كافأتُها بالسوء غيرَ مفنِّدِ

أضحَتْ تصونُ عن المنايا مُهجتي ... وظلَلْتُ أبذُلُها لكلِّ مهنَّدِ

وكانت وفاتُه ببغداد في جمادى الأولى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015