[وفيها توفِّي]
أبو الفتوح، القائد المغربي، ابن أخت أبي محمود الكُتامي، أمير أمراء جيوش المغرب بمصر والشام، [ذكره الحافظ ابن عساكر (?)، وقال: ] وَلي [جيش] دمشقَ في ذي القَعدة سنة ثلاث وستين وثلاث مئة، من قِبَلِ خاله أبي محمود، ثم عُزِلَ عنها، ثم وَلِيَها بعد موت خاله [أبي محمود] في سنة سبعين [وثلاث مئة]، ثم عُزِلَ عنها، ثم وَلِيَها سنة تسع وثمانين [وثلاث مئة]، فأقامَ واليًا عليها إلى هذه السنة فمات بها، وكان ظالمًا فاتكًا، سفَّاكًا للدماء، لم يبِتْ بدمشق أحدٌ إلا وهو خائف منه، فاجتمع الصُّلحاءُ والزُّهادُ ودَعَوا عليه، وابتهلوا إلى الله في هلاكه، فسلَّط اللهُ عليه الجذام، فتحتَتَ (?) جسمُه، وأكله الدود، ورأى بنفسه العِبَر ولم يَنْتَهِ [عمَّا كان عليه] حتى أخذَه اللهُ [أخْذَ عزيزٍ مُقتدر، ومُثِّلَ به أشرَّ مُثلةٍ].
أبو عبد الله، الشاعر، وكان من أولاد العُمَّال والكُتَّاب ببغداد، ولَّاه عز الدولة بختيار الحِسْبَة ببغداد، فتشاغل بالشِّعر، وانفرد بالسُّخف، فصار يُتَّقى خوفًا من لسانه، وأكثرُ قولِه في الفُحش والقبيح (?).
وقال هلال بن الصابئ: كان أولُ أمره أنه ارتَسَم بالكتابة بين يَدَي أبي إسحاق إبراهيم الصابئ جدِّي مدةً في أيام حداثَتِهِ، ثم تأتَّى له من المعيشة بالشعر ما عدَلَ إليه وعوَّلَ عليه، ولم يسبِقْه إلى السُّخف سابق، وكان مع تعاطيه هذه الطريقة مطبوعًا في غيرها، ولم يزَلْ أمرُه يتزايد، وحالُه يتضاعف، حتى حصل الأموال، واشترى الأملاك، وصار محذورَ الجانب، متَّقى اللسان، مَقْضيَّ الحاجة، مقبولَ الشفاعة، حمَلَ إليه صاحبُ مصر على مديحٍ مدحه به ألف دينار مغربية، ويقال: إنه خاف من لسانه.