دمشق فأعقب بها، وكانت وفاتُه فيها، وأما أبوه علي بن محمد (?)، فكان زاهدًا منقطعًا في بيته ببغداد.
ويقال: إنَّ المسجدَ الذي ببغداد -بدرب دينار (?) الصغير- مسجدُه، وبه قبرُه، وله فيه كتُب حِسان موقوفة على أهل العلم الشريف [ينتفعون بها].
فيها ارتفعت منزلة الموفق، وكان بشيراز مع بهاء الدولة، وخرج إلى جبل جبولة في طلب أبي نصر بن بختيار، فانتهى إلى أبروقية، وعاد في صفر فلُقِّب بعمدة الملك، مضافًا إلى الموفق، وضُرِبَتِ الطُّبول في أوقات الصلوات الخمس على بابه، ولُقِّب ولدُه المعمر ابن بيت النعمة.
وفي ربيع الآخر وُلدَ أبو الفوارس بن بهاء الدولة بشيراز.
وفي جمادى الأولى خَلَعَ بهاءُ الدولة على الموفق خِلَعَ السلطنة؛ الفَرَجيَّة (?)، والعمامة، ومراكبُ الذهب تحتَه وبين يديه، وخرج لقتال أبي نصر بن بختيار بالعساكر، وكان أبو نصر قد صار في أطراف الدَّيلم، وكاتَبَ الدَّيلم الذين بفارس وكرمان والأتراك، وصار إلى أبروقية، فسار إليهم منهم جماعة، وانضاف إليه الزُّطُّ والأكراد وقُطَّاع الطريق، وصار يغارُ في أطراف فارس، فخرج إليه الموفق، وانتهى إلى أبروقية، فصار يراوغ ويدافع، ومضى إلى السِّيرجان (?)، وكان بها ديلم، فلم يقبلوه، وكرهوا مُقامَه عندهم، وواقَعَ أبا جعفر أستاذ هرمز من خواصِّ بهاء الدولة، فهزَمَه أبو نصر، واستولى على عسكره، وسار الموفق يطوي البلاد، وكلُّ بلدٍ يصل إليه يستأمن إليه من به من الدَّيلم والمقاتِلة، وهرب ابن بختيار منه يريد كرمان، فأخذ على طريق بَمْ (?)