شَريتُ المعالي غيرَ منتظرٍ بها ... كسادًا ولا سوقًا تُقامُ لها أُخْرَى
وما أنا من أهل المِكاسِ (?) وكُلَّما ... توفَّرتِ الأثمانُ كُنْتُ لها أشْرَى
أبو نصر، الديلمي، كان مُقدَّمَ الجيوش، غضب عليه بهاء الدولة [وحبسه، فهرب إلى مُهذَّب الدولة] (?) إلى البَطيحة، فكتب إليه فخر الدولة وبدر بن حسنويه يُرغِّبانه في القدوم إليهما، فامَّا فخر الدولة فكان في كتابه [إليه]: يا أبا نصر، لعلَّك تُسيء الظنَّ بنا للقبيح الَّذي قَدَّمْتَه في خدمة عضد الدولة، وما كُنَّا لنؤاخِذكَ بطاعةِ مَن قدَّمك واصطنَعك، ومناصحةِ مَنْ رفَعَ قَدْرَك، وأخذ بِضَبْعيكَ، وقد علمتَ ما عامَلْنا به ابنَ عبَّاد، وأنَّنا طوينا كلَّ ما كان بيننا وبينه، واستأنفنا معه من الإكرام والإنعام والتفويض ما لم يخطُرْ بباله، ولك علينا عهدُ الله وميثاقُه أنَّك آمنٌ من كلِّ ما تخافُه وتحذرُه، وأنَّنا نُنْزِلُكَ حيثُ تُحِبُّ وتؤثر، فإنْ آثرتَ الخدمةَ رفعناكَ إلى أعلى مراتِبِها، وأرفعِ درجاتِها، وإن اخترت العُزلةَ والدَّعَةَ أجرينا لك كل سنة مال أصبهان مئة ألف درهم، ورفَّهناكَ على المقامِ بدارِكَ، والسلام.
وكان في كتاب بدر بن حسنويه: لكَ القلعة الفلانيةِ، وفي كلِّ سنة مئةُ ألفِ درهم.
فاتَّفَقَ أنْ ضَرَبَه قُولنج بالبَطيحَة فمات.
أبو الحسن، الأحنف، العُكْبَري، الأديب، الشاعر، ومن شعره: [مجزوء الرمل]
مَنْ أرادَ المُلكَ والرَّا ... حةَ مِنْ همٍّ طويلِ
فَليَكُنْ فردًا من النَّا ... سِ وَيرْضى بالقليلِ
ويَرى بالحَزْمِ أنَّ الـ ... ـحَزْمَ في تَرْكِ الفُضولِ