مَنْ للبلاغةِ والفصاحةِ إنْ هَمى ... ذاك الغمامُ وعَبَّ (?) ذاكَ الوادي
مَنْ للملوكِ يَجُزُّ في أعدائِها (?) ... بِظُبًى من القولِ البليغِ حِدادِ
مَنْ للممالِكِ لا يزالُ يُلمُّها ... بسدادِ أمير ضائعٍ وسَدادِ
مَنْ للمَوارق (?) يستردُّ (?) قلوبَها ... بِزَلازلِ الإبراقِ والإرعادِ
أمَّا الدُّموعُ عليكَ غيرُ بخيلةٍ ... والقلبُ بالسُّلوانِ غيرُ جوادِ
سوَّدْتَ ما بين الفضاءِ وناظري ... وغسَلْتَ من عينيَّ كلَّ سوادِ
قُلْ للنوادِب عدِّدي أيَّامَهُ ... تَغْنَي عن التعديدِ بالتعدادِ
ضاقَتْ عليَّ الأرَضُ بعدكَ كلُّها ... وتركْتَ أضيَعها عليَّ بلادي
لكَ في الحَشَا قبرٌ وإنْ لَمْ تأوه ... ومِنَ الدُّموعِ روائحٌ وغوادي
صَفحَ الثَّرى عن حُرِّ وجهِكَ أنَّهُ ... مُغْرًى (?) بِطَيِّ محاسنِ الأمجادِ
وتماسكَتْ تِلكَ البَنانُ وطال ما ... عبَثَ البِلَى بأناملِ الأجوادِ
وسقاكَ فضلُكَ إنَّهُ أروى حيًّا (?) ... من رائحٍ مُتعرِّضٍ أوغادي
من أبيات.
[وفيها توفِّي]
ابن نافع بن مُكرم، أبو العباس، البُسْتي، الزاهد، ورث من آبائه أموالًا عظيمة، فأنفقها على العلماء والفقراء وفي سبيل الله، ولم يبلُغْ أحدٌ من العبادة مثلَ ما بلغَ، أقام سبعين سنةً لا يستند إلى جدار ولا غيره، ولا اتَّكأ على وسادة، وحجَّ من نيسابور حافيًا