وذُكر عنده قولُ الشافعي رحمة الله عليه: العِلْمُ عِلْمان؛ علم الأديان، وعلم الأبدان. فقال أبو عثمان: ما أحسنَ ما قال! علم الأديان علم الحقائق والمعارف، وعلم الأبدان علم السياسات والرياضات والمجاهدات.
وقال: مَنْ آثرَ صحبة الأغنياء على صحبة الفقراء ابتلاه الله بموت القلب.
وقال: الساكت بعلْمٍ أحمَدُ أثرًا من الناطق بجهل.
وقال: من أعطى نفسه الأماني قطع عمرَه بالتسويف والتواني (?).
[ذِكْرُ وفاته: قال الخطيب (?): كان مقيمًا بمكة، فسعى بعض الأعداء إلى العلوية في زُورٍ نُسب إليه، فأخرجوه من مكة، فقدم بغداد فأقام بها سنة، ثم خرج منها إلى نيسابور ومات بها] في جمادى الأولى، وصلَّى عليه القاضي أبو بكر بن فُورَك، ودُفِنَ إلى جانب أبي عثمان الحيري، [وأوصى أن يصلّي عليه القاضي ابن فُورَك، لقي عدَّةً من المشايخ؛ أبا يعقوب النهر جوري، وأبا الحسن بن الصايغ، وأبا عمرو الزَّجَّاج، وغيرهم، وكان ثقةً مأمونًا.
وفيها تُوفِّي
أبو محمد الأصفهاني، ويعرف بالظريف، رحل وسمع الحديث، ومولده سنة ثلاث وسبعين ومئتين.
وحكى الخطيب (?) عنه أنه قال: صُمْتُ ثمانيةً وثمانين رمضان، وكان زاهدًا عابدًا، سكن بغداد، وحدَّث بها عن البغوي، والباغَنْدي، وابن أبي داود، وغيرهم، وكان ثقة.