وكانت نيته في بنائه جميلة فما تعرَّض لأوقافه خليفة ولا أمير، بل كانوا يَزيدون فيها، ويفتقدونه بالفُرُش والأشربة وغيرها.
وكان له من البلاد فارس، وكَرْمان، وعُمان، وخُوزِستان، والأهواز، والبصرة، وواسِط، والكوفة، والعراق، والموصل، والجزيرة، وحَرَّان، والرَّقَّة، وديار بكر وربيعة، وآمِد، ومَيَّافارِقين، وخِلاط، وحُكْمه نافذٌ في الدنيا.
وكان يقرأ على أبي علي الفارسي النحو، وطلب منه أن يُصنِّف له كتابًا، فصنَّف له "الإيضاح"، فنظر فيه فقال: استَصْبانا أبو علي، فعمل "التكملة".
ووضع له أبو إسحاق الصابئ إسطرلابًا وأهداه إليه في يوم نَيروز، وكتب إليه: [من البسيط]
أهدى إليك بنو الأملاك واختلفوا ... في مَهْرجانٍ جديدٍ أنت مُبْليهِ
لكنّ عبدَك إبراهيم حين رآى ... عُلوَّ قَدْرك عن شيءٍ يُدانيه
لم يَرضَ بالأرض يُهديها إليك فقد ... أهدى لك الفَلَكَ الأعلى بما فيه
فبعث إليه بثلاثة آلاف دينار.
وحُسِب دخلُه في السنة فإذا هو [ثلاث مئة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم، فقال: أريد أن أبلغ به إلى] ثلاث مئة ألف ألف وستين ألف ألف درهم، ليكون دَخْلُنا في كل يوم ألف ألف درهم (?).
ومع صدقاته وأفضاله كان يَنظُر في الدنيا، ويُنافس في القيراط، وأقام المكوس، وأثر آثارًا من الظُّلم.
قال المصنف رحمه الله: والعجب أن الخليفة يكون دخلُه في كلّ يوم ألفي درهم أو خمسة آلاف درهم في الأكثر، وعضد الدولة مَغَلُّه هذا المقدار، فسبحان مَن قَدّر.
ولعضد الدولة أشعار، خرج يومًا إلى بستان يتنزه فقال: لو ساعدنا اليومَ غيثٌ، فطَبَّق الغيم، وجاء المطر، فقال: [من الرمل]
ليس شُربُ الكأسِ إلا في المطَرْ ... وغِناءٌ من جَوارٍ في السَّحَرْ
غانياتٍ سالباتٍ للنُّهى ... ناغِماتٍ في تضاعيفِ الوَتَرْ