وكان عاقلًا، سَمْحًا، قنوعًا من الدنيا، سالمًا مما كان فيه غيره من طلب الدنيا.

وكان الطائع قد خرج إلى واسِط وحمله معه، فنزل دير العاقول، فاشتدَّ مرضُه، ومات في المحرَّم قبل سبكتكين بيوم واحد، وكان عمره ثلاثًا وستين سنة [لأنه ولد في سنة إحدى وثلاث مئة]، وحمُل إلى بغداد فدُفن بتربة جدَّته أم المقتدر بالرُّصافَة.

وكانت وفاتُه ليلة الاثنين لثمانٍ بقينَ من المحرَّم، وصلَّى عليه أبو محمد عبيد الله بن مَعْروف القاضي.

وكان له من الولد ثلاثة: عبد الكريم الطَّائع، وعبد العزيز، وجعفر.

وقضى له أبو السَّائب عُتبة بن عُبيد الله الهَمَذاني، وأبو القاسم بن أبي الشَّوارب، وعبيد الله بن مَعروف، وأحمد ابن أم شَيبان على الجانب الشرقي، ولم يكن له وزير، كان الوزراء لبني بُوَيه.

وقد أسند المطيع الحديث، وقال أبو الفضل بن عبد العزيز الهاشمي (?): سمعتُ المطيع يقول وقد أحدَقَ به خلقٌ كثير من الحنابلة حُزروا ثلاثين ألفًا فقال: سمعتُ شيخي ابنَ مَنيع يقول: سمعتُ أحمد بن حنبل (?) يقول: إذا مات أصدقاء الرجل ذَلَّ (?).

محمد بن بدر

أبو بكر الحَمامي.

كان والده بدر مولى أحمد بن طولون، وكان يُسمَّى بدرًا الكبير، ويعرف بالحَمامي، كان أميرًا على فارس وتلك النَّواحي، وكان حسنَ السّيرة، فتوفي وقام ولده محمد في تلك الناحية مقامه، وأطاعه القُوَّاد والناس.

قدم بغداد وحدَّث بها، قال أبو نُعَيم: وكان ثقةً، ومات ببغداد، وقال الخطيب: كان يتشيَّع، ولم يكن من أهل هذا الشأن، يعني الحديث (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015