وفيها توفي
أبو الحُسين، الدَّيلَميّ، الملقب مُعزُّ الدولة.
كان يَحتطب على رأسه، ثم ملك البلاد، وقدم بغداد سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة، ودخل على المستكفي، وسَمَلَه، ونهبَ دار الخلافة، وقد ذكر ذلك في السنين.
ذكر وفاته:
أصْعَدَ من واسط وهو عَليل من تَنْعيظةٍ لحقته في ذلك اليوم؛ وهو يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول، وعرض له قَذْفٌ مُتَّصل (?)، وخَلّف عَسكرَه وغلمانَه وجميعَ جيشه بواسط مع الحاجب سُبُكْتِكين، على أن يُقيم ببغداد عشرين يومًا، ثم يعود لاستتمام ما شرع فيه من أمر العُمران، ووصل إلى بغداد يوم السبت لليلة خلت من شهر ربيع الآخر، وزادت علَّته، ولحقه شخٌّ عظيم، ولم يكن يبيت الغداءُ في معدته، فمات يوم الاثنين لثلاث عشرة بقيت من ربيع الآخر بعد المغرب؛ وهو أول يوم من نيسان، ودُفن بداره التي بناها من الغد بعد أن أظهر التَّوبةَ من ذنوبه، ورفع ضمان الشّرط والحِسْبة والقَبّان ببغداد، ورَدَّ على القاضي أبي تمام الحسن بن محمَّد الهاشمي ما أخذ من ضِياعه، واعتقد أنه بردِّ المظالم يُمَدُّ له في العمر.
وكانت إمارته إحدى وعشرين سنة واحد عشر شهرًا ويومين.
وقال الخطيب (?): لما نزل به الموت أمر بأن يُحْمَل إلى بيت الذَّهب، وطلب القاضي أبا تَمَّام؛ وكان قد صادره وأخذ ماله وضياعه فردها عليه، وبكى وتاب، وحضر وقتُ الصلاة، فقام القاضي ليخرج، فقال له: إلى أين؟ قال: أصلي، قال: صل ها هنا، قال: هذه دار مَغصوبة لا تصحُّ الصلاةُ فيها (?).