فيها: قال ثابت بن سنان: وفي يوم الأحد العاشر من المُحرَّم طالب [السلطان يعني] مُعزّ الدولة الناسَ بغَلْق الأسواق ببغداد، وتعطيل البيع والشراء، ومنع الهَرَّاسين والطباخين من الطبخ، ومنع القصَّابين من الذِّباحة، والسَّقّائين من إسقاء (?) الماء، ونصبُوا القِباب في الأسواق، وعلَّقوا عليها المُسوح، وأخرجوا النساء مُنْشَرَات الشعور، مُسَوَّدات الوجوه، يَلطِمْنَ في الأسواق والشوارع [والطرقات] , ويُقِمن المآتم على الحسين بن علي عليهما السلام، [ولم يمكن أهل السنّة مقاومة الشيعة، وكانت الشيعة أكثر، وقالوا: ] هذا أولُ يوم نِيح على الحسين - رضي الله عنه - ببغداد.
وفي رجب (?) قُلِّد القاضي أبو بشر عمر بن أكثم القضاء بمدينة السلام بأسرها، على أنْ يتولَّى ذلك بغير رزق، وأُعفي أبو العباس بن أبي الشَوارب مما كان تقرَّر أنْ يحملَه إلى خزانة معز الدولة، وأمر أنْ لا يُمضَى شيءٌ من أحكام ابن أبي الشَّوارب (?).
وفيها قُتل ملك الروم، وصار الدُّمُسْتُق [الذي فتح حلبًا] هو الملك، واسمُه نقفور (?)، [وهذا قول ثابت بن سنان] (?).
وفيها أصاب سيفَ الدولة طرفُ فالجٍ في يده ورجله اليسرى، وكان قد دخل بلاد الروم [ولم يوغل] , ووصل قونِيَة، ثم عاد.
وكان (?) هبة الله بن ناصر الدولة الذي استأمن إلى معزِّ الدولة لم يستقم له ببغداد أمرٌ، فقَصَد سيفَ الدولة وأقام عنده، فبينا هبة الله يومًا راكب ظاهرَ حلب سايره أبو الحسين، وكان سيفُ الدولة مريضًا، فما زال هبة الله يحادثه حتى أخرجه إلى