وقال: كلُّ أحدٍ يُنسب إلى نسبٍ إلا الفقراء؛ فإنَّهم يُنسبون إلى الله، نَسَبُهم الصِّدق، وحسَبُهم الفقر.

[وحكى عنه في "المناقب" أنه] قال (?): المعدة حَوْضُ البدَن، إذا وُضع فيها حلال صدر إلى الأعضاء بالصِّحَّة، وإذا وُضع فيها الحرام أو الشُّبَه صدر إلى الأعضاء بالسُّقْم، فصارَت بينه وبين الله حجابًا.

وقال: كم مسرور سرورُه بلاؤه، وكم مغموم غمُّه نجاتُه (?).

وأنشد بين يديه قوَّال:

بالله فارْدُد فؤادَ مُكْتَئبٍ ... ليس له من حبيبه خَلَفُ

فقام طوال الليل يبكي ويَسقط، والفقراء يبكون حوله.

وقال: مَن ألِف الاتِّصال، ثم ظهر له عين الانفصال؛ تنغَّص عليه عيشُه، وانْمَحَق عليه وقتُه، وصار مُتلاشيًا في مَحَلِّ الوَحْشة، وأنشد: [من الطويل]

لوَ أنَّ الليالي عُذِّبت بفراقنا ... لأصبحتِ الأيام شُهْبَ الذَّوائب

ولو جُرع الأيامُ كاسَ فراقنا ... مَحا دمعُ عينِ الليل ضوءَ الكواكب (?)

وقال: سألتُ الزَّقَّاق: لمَن أصحب؟ فقال: لمَن تسقُط بينك وبينه مُؤنة التحفُّظ، وفي روايةٍ: لمَن يعلمُ منك ما يعلمُه الله منك فتأمنه على ذلك (?).

ذكر وفاته:

[واختلفوا فيها؛ فقال السُّلَمي: ] مات في هذه السنة وزاد على مئة سنة.

[وحكى عنه في "المناقب" أنه مات سنة تسع وخمسين وثلاث مئة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015