فصل
وقد أكثر العلماء في وصف القلم، وروي عن ابن المقفع (?) أنه قال: الأقلامُ مطايا الفطن (?) ورسل الكرام وبيان البنان. وقوام الأمور بشيئين بالقلم والسيف، والقلم فوق السيف (?). وأنشد (?): [من البسيط]
إنْ يخدمِ القلمُ السيفَ الذي خَضَعتْ ... له الرِّقابُ ودانت دونه الأُمَمُ
فالموتُ والموتُ لا شيءٌ يخالفه ... ما زال يتبعُ ما يجري به القلمُ
كذا قضى الله للأقلام مُذ بُرِيَت ... أنَّ السّيوف لها مذ أرْهِفَتْ خدم
وقال أبو إسحاق الثعلبي: أنشدنا أبو القاسم السدوسي، أنشدنا أبو السميع الهاشمي، أنشدنا ابن صغنون لأبي تمام الطَّائي (?): [من الكامل]
ولَضربةٌ من كاتبٍ ببنانه ... أمضى وأبلغُ من دقيقِ حسامِ
قومٌ إذا عزموا عداوةَ حاسدٍ ... سفكوا الدما بأَلسِنَةِ الأَقلام
قلت وقد ناقض أبو تمام قوله: [من البسيط]
السيفُ أصدق إِنباءً من الكُتُبِ (?)
ومن أحسن ما قيل في هذا الباب قول البُحْتُري (?): [من البسيط]