أبو بكر، الواسِطيّ (?).
أصلُه من فَرْغانَة، وهو من أكابر أصحاب الجُنيد والنُّوري.
وكان عالمًا بأصول الدين والعلوم الظاهرة، وكلامه بمَرْو؛ لأنَّه خرج من العراق وهو شابٌّ، ومشايخه في حال الحياة.
ومن كلامه:
ابتُلينا بزمانٍ ليس فيه آدابُ الإسلام، ولا أخلاقُ الجاهلية، ولا أحلامُ ذوي المروءة.
وسئل: ما الذي يُزعِج الخَواطرَ في وقت السَّماع؟ فقال: بروقٌ تَلْمَعُ لْم تَخْمُد، وأنوارٌ تبدو ثم تَخْفى، ما أحلاها لو أقامت، ثم أنشد: [من الرمل]
خَطَرَتْ في القلب منها خَطْرَةٌ ... خَطْرَةَ البَرْق ابتدى لْم اضْمَحَلّ
أيُّ زَوْرٍ لك لو حقًّا سَرى ... ومُلمٍّ بك لو حقًّا نَزَلْ (?)
وقال: الوقايَةُ للأشباح، والرِّعايَةُ للأرواح.
وقال: الناس ثلاث طبقات؛ فالطبقة الأولى مَنَّ الله عليهم بالهِداية، فهم معصومون من النِّفاق، والثانية منَّ الله عليهم بأنوار العناية، [فهم مَعصومون من الصغائر والكبائر، والطبقة الثالثة مَنَّ الله عليهم بالكفاية، فهم معصومون من الخَواطر الفاسدة وحركات أهل الغَفْلَة (?).
وقال: إذا غَلَب الحقُّ على السَّرائر لم يَبْق فيها فَضْلَة لرجاء.
وسئل عن قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] فقال: لأنَّه جاد بالكونيين، واكتفى بالمُكَوِّن.