ثم أُخرجَت إلى دار ابن ياقوت، فأقامت بعد ابنها سبعة أشهر وثمانية أيامٍ، ثم ماتت في جُمادى الأولى، وقيل: إنها ماتت في العذاب مُعلَّقةً برجلها [، والأول أصح، ذكره ثابت بن سنان، وقد ذكرناه]، ودُفنت في تربتها بالرُّصافة، ولم يظهر لها غير ما أقرَّت به، وهو مئةٌ وثلاثون ألف دينار.

وذكرها القاضي علي بن المحسِّن التنوخي، فحكى عن أبيه قال: عذَّبها (?) القاهر بصنوف العذاب، حتى قيل: إنَّه عَلَّقها مُنَكَّسةً، فكان يجري بولُها على [وجهها] , فقالت: لو كان معنا مالٌ ما جَرى في أمرنا من الخَلَل ما آل إلى جلوسك، حتى تُعاقبني هذه العقوبة، وأنا أمُّك، وخَلَّصْتُك من ابني من القتل في الدَّفْعَة الأولى.

ثم أحضر القضاة والشهود ليشهدوا عليها في بيع أملاكها، فتوقَّفوا، فقال: ما لكم؟ قالوا: نريد أن نُشاهدَها ونَسمع كلامها، فقال: دونكم، قالوا: سمعْنا من وراء السِّتارة بكاءً [شديدًا] ونَحيبًا، ثم رُفعَت الستارة فقلنا هي هذه؟ فقال القاهر: نعم، هذه شغب مولاةُ أبي وأمُّ أخي.

وإذا هي عَجوزٌ دَقيقةٌ سَمراءُ، عليها أثر الضُّرِّ والبَلاء، فما انتفعوا بعَيشهم في ذلك اليوم.

وقد ذكرنا [فيما تقدَّم] أنَّها امتنعت من الإشهاد وقالت: هذه أوقفتُها لله تعالى فلا أرجع فيها، وأن القاهر باع ضياعها مُكْرَهةً (?).

عبد السَّلام بن محمَّد

ابن عبد الوهاب بن سَلَام بن خالد بن حُمْران بن أبيان، مولى عثمان - رضي الله عنه -، أبو هاشم بن أبي علي رئيس المُعتزلة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015