المُحَسِّن، ثم استوزر عبد الله بن محمَّد بن عُبيد الله بن خاقان، ثم استوزر أبا العباس الخَصيبي (?)، ثم الفضل بن جعفر بن الفرات.
وقال ثابت: بلغ من تبذير المقتدر أنَّه أتلف نيِّفًا وسبعين ألف [ألف] دينار (?)، أكثر ممَّا جمعه الرشيد، وأوقفني بعضُ كتَّاب أبي الحسن بن الفرات أنَّه كان في بيت مالك الخاصَّة لمَّا ولي المقتدرُ أربعة عشر ألف [ألف] دينار، ثم ذكر ارتفاع الوزراء وما جمعه كلُّ وزير فكان مالًا عظيمًا (?).
أبو علي بن خَيران، الفقيه، الشافعي (?).
كان من أفاضل الشيوخ، وأماثل الفُقهاء، مع حُسْن المَذْهب، وقوَّة الوَرَع.
وأُريدَ على القضاء فلم يفعل، فوَكَّل علي بن عيسى الوزير ببابه وختم عليه، فبقي بِضعةَ عشر يومًا، فكُلِّم فيه فأعفاه، وقيل: بقي حتى احتاج إلى الماء، فلم يَقْدر عليه إلا من عند الجيران، وبلغ الوزيرَ فأزال التَّوكيلَ عنه، وقال في مجلسه والناسُ حضور: ما أردْنا بالشيخ أبي علي إلا خيرًا، أردنا أن نُعلِمَ الناسَ أنَّ في مملكتنا رجلًا يُعرَض عليه قضاءُ القضاة شرقًا وغربًا وهو لا يقبل.
وتوفي في ذي الحجة، وكان فاضلًا وَرِعًا زاهدًا عابدًا.
أبو نُعَيم، الجُرْجاني، الأَسْتَراباذيّ (?).