الحِجابة، فامتنع، وبعث إلى مؤنس بالوزير وخواصِّه يَستعرضونه فقال: لا بدَّ من إبعاد محمَّد بن ياقوت وأبيه، ثم حبس الوزير ومَن معه عنده، وعلم ياقوت فخرج بابنيه إلى المدائن.
ولمَّا خرج ياقوت أطلق مؤنسٌ الوزيرَ ومَن معه، وسار ياقوت فأقام بشيراز.
وقدم هارون بن غَريب إلى بغداد، وكذا محمَّد بن ياقوت من الأهواز، وقُبِضَ على محمَّد بن المعتضد المسمّى بالقاهر، وعلى أبي أحمد بن المكتفي، وأُحْدِرا من دار ابن طاهر فاعتُقِلا بدار الخليفة، وكانت السيدة تُكرِم محمَّد بنَ المعتضد وتُنزِّهُه في البساتين، وتُشرف على طعامه، وتتولَّى ذلك بنفسها.
وفيها نزل القرمطيُّ الكوفة، فهرب أهلُها إلى بغداد.
وفيها دخل الدَّيلَم الدِّينَوَر، فقتلوا أهلها وسَبَوا، فورد بعضُهم بغداد قد سوَّدوا وجوههم، ورفعوا المصاحفَ على رؤوس القُضُب، وحضروا يوم عيد النَّحر إلى الجامع واستغاثوا، وساعدهم العوامُّ، ومنعوا الخطيبَ من الخطبة والصلاة، وثار معهم عوامُّ بغداد، وأعلنوا بسبِّ المقتدر، ولازم الناس المساجد والصَّلوات، وأغلقوا أسواقَ بغداد خوفًا من القِرمطي.
وفيها ولد أبو تميم المُعِزُّ رابع الخلفاء المصريين، ولم يحجَّ في هذه السنة أحدٌ (?).
وفيها توفي
ابن أحمد بن بشار، أبو بكر، الشاعر، ويعرف بابن العلَّاف (?).
أحد نُدماء المعتضد، مات في هذه السنة عن مئة سنة (?).
حدّث عن أبي عمر الدُّوري وغيره، وروى عنه ابنُ شاهين وغيرُه.