نعم، جاءني وبكى وقال: طَردَني مولاي، وما أعرفُ أحدًا ألتجئُ إليه، فرقَّ له قلبي وبكيتُ، وكتبتُ له كتابًا فيه آياتٌ من القرآن، فأعطاني هذا الدينار، فقال: قم عافاك الله، هذه الدار وما فيها بحُكمك، ومهما كان لك من الحوائج قضيتُها.
قال: فخرجتُ، وإذا بالغلام واقفٌ ينتظرني، فسألتُه ما الخبر فقال: لما علَّقتُ عليَّ الورقة إذا بالغلمان يطلبونني، فدخلتُ على الأمير فقال لي: أين كنتَ؟ فحدَّثتُه الحديث، فقال: قد رضيتُ عنك، وهذا الرَّجل شيخٌ صالح، إيش أعطيتَه؟ قلتُ: دينارًا، قال: ما أنصفتَه، أعطِهِ خمس مئة درهم، فأخذتُها. وصار الغلامُ من خواصِّ نازوك.
* * *