ها هنا، فصعد الدِّكَّة وجلس، ورآه المُحدِّثون فقاموا وتركوا ابن صاعد، فقال: حَدَّثَنَا أَحْمد بن حنبل الشَّيباني قبل أن يُولَد المحَدِّثون، حَدَّثَنَا طالوت بن عبَّاد قبل أن يولد المحدثون، حَدَّثَنَا أبو نصر التمَّار قبل أن يولد المحدثون، فأملى ستة عشر حديثًا عن ستة عشر شيخًا، ما كان في الدنيا مَن يروي عنهم غيره.
واتَّفقوا على صدقه وثقته ودينه ووَرَعه.
سئل عنه موسى بن هارون فقال: ثقةٌ صدوق، لو جاز أن يقال فوق الثقة لقيل له، فقيل له: فإنَّ هؤلاء يتكلَّمون فيه؟ ! فقال: يحسدونه، ابنُ بنتِ مَنيع لا يقولُ إلَّا الحقَّ.
وسئل ابن أبي حاتم عنه: أيدخل حديثه في الصحيح؟ قال: نعم.
وقال الدارقطني: كان أبو القاسم ابنُ بنت مَنيع قلَّ ما يتكلَّم على الحديث، فإذا تكلَّم كان كلامُه كالمِسمار في السَّاج.
وعابه ابن عديٍّ وقال: كان وَرَّاقًا (?). وذلك لا يَقدَح فيه؛ لأنه كان يُوَرِّقُ على عمِّه وجده.
أبو بكر، الرُّهاوي (?).
من بيت العلم والفضل، حدَّث عن أَبيه وغيره، وروى عنه أبو الحسين وغيره، وكان ثقةً، قتلته القرامطةُ بمكة.
كان يطوف بالبيت، وهجم القرمطيُّ مكة، فأوقع بالنَّاس في الطَّواف وابن بابويه يطوف، فما قطع طوافَه والسيوفُ تأخُذُه وهو يُنشد يقول: [من البسيط]
تَرى المُحبِّين صَرْعى في ديارهم ... كفتِية الكهف لا يَدرون كم لَبِثوا