وكان على باب خيمة القرمطي كلبٌ مربوط في سلسلة، فقال: كأنِّي غدًا بصاحبك مربوطٌ مع هذا الكلب، فطلب منه الرسولُ أمانًا له ولكلِّ مَن لجأ إليه فأعطاه.

فلمَّا كان وقت المغرب عبر القرمطيُّ النَّهرَ، والتقَوا عند الفجر، فهزمه القرمطي، وأخذ ابنَ أبي السَّاج فربطَهُ مع الكلب في سلسلة.

وجاء فنزل غربيَّ بغداد، وأفنى خلقًا عظيمًا، وباع الحَجَرَ للمقتدر بثلاثين أَلْف دينار، وأشهد جماعةً من أهل الكوفة على رسول المقتدر أنَّه قد سلَّمه إليه، منهم: عبد الله بن عُلَيم المحدِّث، فقال أبو سعيد للجماعة: من أين علمتُم أنَّ هذا هو الحَجَرُ الأسود، لعلَّنا أحضرْنا حَجَرًا من البرية وقلنا: هو هذا؟ -وكان قد انكسر- فقال ابن عُلَيم: لنا فيه علامة، فقال: وما هي؟ فقال: حَدَّثَنَا فلان، عن فلان ورفعه إلى النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- أنَّه قال: "الحَجَرُ الأسود يُحشَرُ يوم القيامة وله عينان يَنظُر بهما, ولسان يتكلَّم به، يَشهدُ لمَن اسْتَلمَهُ بالإيمان والنِّفاق، وأنَّه حجرٌ يطفو على رأس الماء، ولا يحترق بالنار" (?).

قال: فأحضر القرمطيُّ طَشتًا فيه ماء، فألقاه فيه، فطَفا على رأس الماء، ثم أحضر نارًا وألقاه فيها فلم يحترق، فعجب القرمطيُّ وقال: هذا دينٌ مضبوط، ثمَّ ردَّ المقتدرُ الحَجَرَ إلى مكة.

وهذا غلط فإنَّ أَبا سعيد هَلَك سنة إحدى وثلاث مئة، وابن أبي السَّاج جهَّزُه المقتدرُ سنة خمس عشرة وثلاث مئة إلى أبي طاهر، والحديث الذي رواه ابن عُليم لا يصح.

وفيها تُوفِّي

إبراهيم بن نَصْر الكِرْماني

أحد الأبدال (?).

كان مُقيمًا بجبل لبنان، قال ابن عساكر: قال محمَّد بن مانك (?) السِّجِسْتاني:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015