فدخل عليه يومًا وهو يبيعُ الضياع بأوكَس ثمنٍ فقال: ما هذا؟ فقال: هذه ضِياع بخْتَيشوع المُتَطبِّب، اشتراها ببضع عشرة أَلْف أَلْف درهم، آلَ أمرُها أن تُباعَ بالثَّمن اليَسير (?).
قال ثابت بن سنان: وكان قد وصل إلى بختيشوع في مدَّة خدمته للرشيد -وهي عشرون سنة- ستَّة وخمسون أَلْف درهم، وفي رواية سبعة وسبعون أَلْف درهم من الرشيد والبرامكة.
وظهر هارون بن غريب، ودخل (?) على مؤنس وسلَّم عليه، وقُلِّد الجبل، وخرج إلى عمله في صفر.
وقلَّد المقتدرُ إبراهيم ومحمَّد ابنَي رائق الشرطةَ ببغداد، والمظفَّر بن ياقوت الحَجَبة، وكان بفارس، فقدم ودخل على المقتدر فخلع عليه فطوَّقَه وسوَّره.
وفي رجب ماتت ثملُ القَهْرَمانة.
وفي شوال قَبض المقتدرُ على أبي أَحْمد بن المكتفي واعتقلَه في دار الخلافة؛ لأنَّه بلغه أنَّ جماعةً سَعَوا له في الخلافة، وحُبسوا أَيضًا.
قال ثابت: بَذْرَقَ المقتدرُ الحاجَّ (?) في هذه السنة مع منصور الدَّيلَمي، ووصلوا مكة سالمين، فوافاهم أبو طاهر القِرمطي يومَ التَّروية، فقتل الحاجَّ في المسجد الحرام قَتْلًا ذَريعًا، وفي فِجاج مكة، وفي البيت، واقتلَعَ الحجرَ الأسود، وقلع قُبَّة زَمْزَم، وقتل ابنَ محارب أمير مكة، وعَزَى البيت، وقلع بابه، وأَصعَدَ رجلًا من أصحابه ليقلَع الميزاب فوقع الرَّجل على رأسه فمات، وأخذ أموال النَّاس، وطرح القتلى في بئر زمزم، وانصرف إلى بلده هَجَر، وحمل معه الحجر الأسود.
وقال محمود الأصفهاني: كان النَّاس يطوفون حول البيت والسُّيوف تأخُذُهم، وامتلأت فِجاجُ مكة من القتلى، ودخل رجلٌ من القرامطة وهو راكبٌ سكران، وبيده