والله رخيصٌ، آكلُ وأتمتَّع بدرهم، هذا من إنعام الله تعالى.
وكان يُسبِّح كل يوم بعد صلاة الصبح ويقول: أعوذ بالله من نِعمه، وأتوبُ إليه من كرمه، وأستقيلُه عافيته، وأسأله عوائق الأمور، حسبي الله وأنبياؤه وملائكتُه، اللهم وأدخل من بَركة دعائنا على أهل القصور في قصورهم، وعلى أهل البِيَع في بِيَعهم، وعلى أهل الكنائس في كنائسهم، سبحان الله قبل الله وبعد الله.
ومرض بالحمَّى فقيل له: كيف تَجِدُك؟ فقال: الدنيا كلُّها مَحمومة.
ونظر يومًا في المرآة وعنده رجلٌ فقال له: ترى لحيتي قد طالت؟ فقال: المرآة في يدك! فقال: الشاهد يرى ما لا يراه الحاضر (?).
ودخل يومًا على ابن الفرات الوزير فقال: أيَّها الوزير، عندنا كلابٌ ما تَدَعُنا ننام، فقال: لعلَّهم جراء، فقال: لا والله إلَّا كل كلب مثلي ومثلك.
وجلس يومًا يأكل معه، فلمَّا فرغ من الأكل قال: الحمد لله الذي لا يُحلَف بأعظم منه.
ونزل يومًا مع الوزير الخاقاني في زَبْزَبِه وبيده بِطّيخة كافورٍ، فأراد أن يَبصُقَ في دجلة ويعطي الوزير البطِّيخة، فبصق في وجه الوزير وألقى البطيخة في دجلة، فارتاع الوزير وقال له: ويحك ما هذا؟ فقال: غَلِطتُ، أردتُ أنْ أبصُقَ في وجهك وأرمي البطيخة في دجلة، فقال له الوزير: كذا فعلتَ أي جاهل، فغَلِط في الفعل وأخطأ في الاعتذار.
ومن هذا الباب شيءٌ كثير، وقيل: إنّه كان يَتغافل، والصَّحيحُ أنَّه كان مُغفَّلًا (?).
أبو القاسم، القَزْويني، الفقيه، الشَّافعيّ (?).