دونه، والخدمُ عن يمينه وشماره، فلمَّا دخلا قبَّلَا الأرض (?)، وأدَّيا [الأمانة و] الرسالة إلى الوزير، والوزيرُ يعيدها على المقتدر، ثمَّ خرجا وخُلِعَ عليهما، وأمر مؤنسًا أن يتجهَّز للمسير معهما ليحضر الفداء [هذا حاصل ما ذكره ثابت بن سنان] (?).
و[قد] ذكر الصولي وغيرُه احتفال المقتدر [بالرسل] فقالوا (?): أقام المقتدرُ العساكرَ، وصفَّهم بالسلاح، وكانوا مئةَ وستينَ ألفًا، وأقامَهم من باب الشماسيَّة إلى دار الخليفة، وبعدَهم الغلمان الحُجَريَّة، والخدمُ الخاصَّة بالثياب الحرير والمناطق المحلَّاة، وكانوا سبعةَ آلاف خادم، منها أربعةُ آلاف بيض، وثلاثة آلاف سود، [وكان الحجَّابُ] سبع مئة حاجب، وفي دجلة الطيَّارات والسفَاريَّات والزبازب (?) مزيَّناتٍ [بأفضل زينة].
وأُدخِل الرسولان من باب الشماسيَّة، فمرا بدار نصرٍ الحاجب، فشاهدا من الزينة والغلمان والسلاح ما هَالهما، فظنَّا أنَّها دارُ الخلافة، فقيل لهما: هذه دارُ الحاجب، ثمَّ دَخلا دارَ الخلافة فشاهدَا أمرًا عظيمًا، وكانت السُّتُورُ ثمانيةً وثلاثين ألفَ ستر من الديباج المذهب، ومن البُسُط الفاخرة اثنانِ وعشرون ألفَ بساط، وكان في الدار قطعانٌ (?) من الوحش تأنسُ بالناس وتأكلُ من أيديهم، وكان فيها مئةُ سَبُع، كل سَبُعٍ بيد سبَّاع.
ثمَّ أُدخلا دار الشجرة، وكان في وسطها بركةٌ، والشجرةُ فيها، وكان لها ثمانية عشر غصنًا، لكل غصنٍ منها شاخات (?) كثيرةٌ، عليها الطيور والعصافير من كلِّ نوعٍ، مذهبةٌ