فجاءني بعشرة آلاف درهم، فأعطيتُه رطلًا، ومضى، فطلبت الجاريةُ شيئًا آخر، فجاءني (?)، فقلت: قد بقي عندي رطل، وما أبيعُه إلَّا بثلاثين ألفًا، فقال: خذ، فاستحييت من الله أن أبيعَ رطلًا من ثلج بثلاثين ألفًا، فقلت: هات عشرين ألفًا، ووالله ما بقيَ عندي غيره، وبرئت الجاريةُ، وبعتُ خمسةَ أرطال ثلجٍ بخمسين ألفًا (?)، وبلغَ عبيد الله عافيةُ الجارية، وأنَّ الثلجَ كان السبب، فدعاني، وقال: والله أنت رددتَ حياتي بحياة جاريتي، فاحتَكِم، فقلت: أنا خادم الأمير وعبدُه، فاستخدمني على شرابه وكثيرٍ من أمر داره (?).

[قلت: تذكر هذه الحكاية في الحوادث فيُقال: حكى القاضي التنوخي أنَّ خمسةَ أرطال ثلج بيعت ببغداد بخمسين ألف درهم.

وكانت وفاة عبيد الله بن عبد الله بن طاهر] في (?) داره بمُرَبَّعة شَبيب ببغداد ليلةَ السبت لاثنتي عشرة ليلةً خَلت من شوّال، وصلى عليه أبو العباس ابن عبد الصمد الهاشميّ، ودُفِن بمقابر قريش عند أخيه وأهله، وله من السنِّ ثمان وسبعون سنة (?).

[حدَّثَ عن الزُّبير بن بكَّار، وأبي الصَّلْت الهَرَويّ وغيرهما، وروى عنه الصوليُّ، وأبو القاسم الطَّبَراني وغيرهما، والحمد لله وحده وصلى الله على أشرف خلقه محمد وآله وصحبه وسلم] (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015