منه، وسمع منه "المسند" وهو ثلاثون أَلْف حديث، و"التفسير" مئة وعشرون ألفًا، و"النَّاسخ والمنسوخ"، و"التاريخ"، و [المقدَّم] (?) والمؤخَّر في كتاب الله تعالى، و"جوابات القرآن"، و"المناسك الكبير والصغير" وغير ذلك.

وكان عارفًا بالرِّجال، والأسامي، والكُنى، وعِلل الأحاديث، وكان أبوه يقول: لقد وعى عبد الله علمًا كثيرًا.

وكان على منهاج أَبيه في الزُّهد والحفظ وغير ذلك، وقال: كنتُ يومًا (?) عند أبي، فجاءه أبو إبراهيم السَّائح، فقال له: حدِّثني بأعجب ما رأيت، قال: خرجتُ في سياحتي فمرضت (?) في الطريق، وكنت قريبًا من دَير، فقلت في نفسي: لو كنتُ بقرب الدَّير لعلَّ مَن فيه من الرُّهبان يُداويني، وإذا بسَبُع عظيم قد أقبل، فحملني على ظهره حملًا رفيقًا حتَّى ألقاني على باب الدَّير، والرُّهبان ينظرون إليه، فنزلوا فأسلموا كلّهم، وكانوا أربع مئة واهب.

[فصل] ذكر وفاته:

مرض (?) [عبد الله] فقيل له: أين تحبُّ أن تُدفَن، أتحبُّ أن ندفنك عند أبيك؟ فقال: قد صحَّ عندي أنَّ بالقطيعة نبيًّا مدفونًا، ولأن أكون في جوار نبيٍّ أحبّ إليَّ من أن أكون في جوار أبي.

[قلت: والعجب من هذا، ومن أين في أرض العراق نبيٌّ مدفون؟ فقد ترك أمرًا متيقنًا وهو جوار أَبيه لأمر مظنون.

وحكى الخَطيب عن إسماعيل بن عليّ الخُطَبي قال: ] مات [عبد الله] يوم الأحد، ودُفن آخر النهار في القطيعة في مقابر باب التِّبن لتسع (?) ليال بقين من جمادى الآخرة [من هذه السنة] وصلَّى عليه زهير ابن أخيه (?) صالح، وكان جمعًا عظيمًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015