بالنُّقلة إليها، فانتقل، فرأى ما أعجبه وأدهشه، واستكثَرَه واستحسنه، ثمَّ أضاف المعتضد إلى الدَّار ما جاورها وكبَّرها، وعمل عليها سورًا جمعها [به] وحصَّنها، ثمَّ زاد المكتفي بالله بناء التَّاج على دِجلة، وعمل وراءه من المجالس والقِباب ما تناهى في سَعته وحُسْنه، ثمَّ زاد فيها المقتدر وغيره.
[قال الخطيب: كذا حدَّثني هِلال بن المُحَسِّن أنَّ بوران سلَّمت الدَّار إلى المعتضد، وذلك غير صحيح؛ لأنَّ] بُوران لم تَعِشْ إلى وقت (?) المعتضد، [ويشبه أن يكون سلَّمت الدَّار إلى المعتمد].
وفيها أمر المعتضد باتِّخاذ المَطامير في داره، وجعلها حُبوسًا لمن يَنْقُم عليه، وعمل المُطْبَق وغيره، وقيل: إنَّه خطَّ الثُّريا وأضافه إلى القصر.
وحجَّ بالنَّاس محمَّد بن عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن عليّ بن عبيد الله بن العبَّاس (?).
ولي القضاء بواسط، ثمَّ ببغداد في الشَّرقية أيَّام المعتمد، فبعث إليه الموفَّق وإلى إسماعيل بن إسحاق، وقد عزم على الانحدار أن يقبضا (?) ما في أيديهما من مال اليتامى والوقوف، فحمل إليه إسماعيل ما كان قِبَله، واستنظره البرتيّ ثلاثة أيام، وعمد إلى ما كان في يده، فدفعه إلى مَن أنس به رشدًا، وإلى الأُمناء الثِّقات، فلمَّا طولب بالمال قال: دفعتُه إلى أربابه، فعُزِل من القضاء بهذا السبب، فلزم بيتَه بالبِرْت، واشتغل بالتعبُّد.
وقال العلاء بن صاعد: رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام ودخل عليه أبو العبَّاس