أسند عن يَعلي بن عُبيد الطَّنافسي وغيره، وروى عنه علماءُ الكوفة، واتَّفقوا على خيرِه، وصدقه، وصلاحه، وورعه (?).

[وفيها توفي]

أبو حاتم محمد بن إدريس

ابن المنذر بن داود بن مِهْران، الرَّازيُّ، الحافظ المشهور، الحَنْظَليُّ مولى تميم بن حَنْظَلة الغَطَفانيّ، وقيل: سمِّي الحَنْظَليّ لأنّه كان يسكن بالرَّيِّ بدَرْب حَنْظَلة.

كان أحدَ الأئمة الرحَّالين، والأثبات المتقنين، العارفين بعِلَل الحديث والجرح والتعديل، طاف الدُّنيا فسافر إلى خُراسان، والعراقَين، والحجاز، واليمن، والشَّام، ومصر.

وقال [الخطيب: حكى عبد الرَّحمن بن أبي حاتم، عن أبيه قال: ] مشيتُ على قَدَمي في طلب الحديث زيادةً على ألف فرسخ، وكان يتعذَّر عليَّ القوت فأبقى اليوم واليومين والثلاثة مالي ما آكل (?).

وقال: سألني هشام بن عمَّار فقال: أيّ شيء تحفظ في الأَذْواء؟ فقلت: ذو الأصابع، وذو الثُّدَيَّة، وذو الجَوْشَن، وذو الزَّوائد، وذو اليَدَين، وذو اللِّحية الكلابيّ، فقال هشام: حفِظْنا نحن ثلاثة، وزِدْتَنا أنت ثلاثة.

وسئل أبو حاتم عن الفرق بين المُسْنَد، والمُرْسَل، والمتَّصل، والمُعَنْعَن، والتَّدليس، والمُنْقَطع؛ فقال:

أمَّا المسند؛ فهو ما اتَّصل إسناده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأما المرسل؛ فهو أن يحدِّث التَّابعي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقد لقي جماعة من الصَّحابة، مثل ابنِ المسيب والحسنِ والشَّعبيِّ وأمثالِهم، فيقول: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -.

وأمَّا المتَّصل؛ فبمعنى المسند.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015