روى أبو صالح عن ابن عباس قال: أنزل الله الزبور على داود مئة وخمسين سورة بالعبرانية، في خمسين منها ما يلقونه من بُخْتَ نصَّر، وفي خمسين ما يلقونه من الروم، وفي خمسين مواعظ وحكم. ولم يكن فيه حلال ولا حرام ولا حدود ولا أحكام.
وقال وهب: ومن الزبور: يا عبدي الشكور، إني وهبتك الزبور، وأتقنت لك فيه الأمور، وهو من الوحي المحفوظ المستور، فاعبدني في الأيام والليالي والشهور.
وقال الجوهري: والزبور: كتاب داود عليه السلام (?).
واختلفوا في فصل الخطاب الذي أوتيه على قولين:
أحدهما: أنه "أما بعد" وهو أول من قالها في قول ابن عباس.
والثاني: أنه البيِّنة على المدعي واليمين على من أنكر، قاله الضحاك.
قال وهب: وكان داود كثير التلاوة والعبادة، غزير الدمعة، يصوم يومًا ويفطر يومًا.
قال أحمد بإسناده عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يا عبدَ الله، صُم يَومًا وأفطِر يَومًا فهو أعدَلُ الصِّيامِ، وهو صومُ أخِي داود" قَالَ: قُلتُ: يا رسولَ الله، فإني أطيقُ أكثرَ من ذلك أو أفضلَ، فقال: "لا أفضلَ من ذَلِكَ"، انفرد بإخراجه البخاري (?).
وقال البخاري بإسناده عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحبُّ الصِّيامِ إلى الله صومُ داودَ، وكَانَ يَصوُمُ يَومًا ويُفطِرُ يَومًا، وأحبُّ صَلاةٍ إلى الله صلاةُ داودَ، كانَ ينامُ نِصفَ الليلِ ويَقومُ ثُلثَهُ ويَنامُ سُدُسَهُ" (?).