قال الطبريُّ (?): وفي هذه السَّنة اتَّفق أنَّ أوَّل رمضان كان يوم الأحد، وكان الأحد الثَّاني السَّعانين (?)، والأحد الثَّالث الفِصْح، والأحد الرَّابع النَّيروز، والأحد الخامس انسلاخ الشَّهر.
وفيها خرج رجل من ولد عبد الملك بن صالح الهاشميِّ بالشَّام (?)، وبعث إليه لؤلؤ بن أبان بن طولون قائدًا يقال له: يوذر، في جيش (?)، فهزمه الهاشميُّ، ورجع وليس معه كثير أحد.
وفيها أظهر لؤلؤ الخلاف على ابن طولون، وكاتب الموفَّق بالقدوم عليه، ولؤلؤ مولى ابن طولون.
وفيها عبر الموفَّق لقتال الخبيث، فجاءه سهمٌ في صدره رماه غلامٌ به روميٌّ اسمه قُرطاس، فتجلَّد ولم يُظهر شيئًا، وأقام أيَّامًا وبرئ، وقيل: بل قُتل في السَّنة الآتية (?)، وسنذكره إن شاء الله تعالى.
وجاء لؤلؤ فنهب بالِس والرَّقَّة، وافتتح قرْقِيسياء، وسار إلى العراق.
ولما قُتل بَهْبوذ حبس الخبيث غلمانه على المال، وأخرب دورَه فلم يجد شيئًا، فزهد فيه أصحابُ بَهبوذ، واستأمنوا إلى الموفَّق، وبلغ الخبيث أنَّ ابنه يريد اللَّحاق بالموفَّق فقتله (?).
وفيها قُتل أحمد بن عبد الله الخُجستاني المتغلِّب على خراسان (?)، قتله غلمان له في ذي الحجَّة.