وكان أبو زُرعة يدعو للإمام أحمدَ بنِ حنبل رحمة الله عليه، ويقول: إنِّي لأكون في شدَّة، وأسأل الله ببركات أبي عبد الله؛ فيرفعها عنِّي وعن أهل بلدي.
وقال (?): اِلتقاني رجلٌ فقال: ليكوننَّ لك شأنٌ من الشأن، فلا تقربنَّ أبوابَ هؤلاء -يعني الأمراءَ-[قال]: فخُيِّل إليِّ أنَّه الخَضِرُ، فقبلتُ وصيَّته.
[ذكر وفاته: ]
قال الخطيب بإسناده إلى أبي جعفر التُّسْتري: حضَرْنَا (?) أبا زُرعة وكان في السَّوْق وعنده أبو حاتم، ومحمَّد بنُ مُسلم بنُ وارة، والمنذر بنُ شاذان، وجماعةٌ من العلماء، فذكروا حديث التَّلْقين، وقولَه - صلى الله عليه وسلم -: "لقِّنوا موتاكم لا إله إلا الله" (?) فاستحيَوا من أبي زُرعة، وهابوا (?) أن يلقِّنوه، فقالوا: [تعالوا] (?) نذكر الحديث، فقال محمد بن مسلم بن وارة: حدَّثنا الضَّحَّاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، ولم يجاوز، والباقون سكوت، فقال أبو زُرعة وهو في السَّوق: حدَّثنا بُندار، حدَّثنا أبو عاصم، حدَّثنا عبدُ الحميد بنُ جعفر، عن صالح بن أبي عَريب، عن كثير بن مُرَّة الحَضْرمي، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان آخرُ كلامه لا إله إلا الله دخلَ الجنَّةَ" (?)، وتوفِّي رحمه الله.
[وقال الخطيب: توفي] بالرَّيِّ يوم الاثنين سَلْخ ذي الحجَّة وقد بلغ أربعًا وستين سنة (?).
[ذكر ما رُئيَ له من المنامات: ]
روى الخطيب بإسناده إلى أحمدَ (?) بنِ محمد المُرادي [قال: ] رأيتُ أبا زُرْعَة [في