أبي أحمد: هذا الدَّمُ الخارجُ من أذنيه؛ انقطع بعضُ الشّريانات الَّتي في رأسه، فمات بعد ثلاثِ ساعاتٍ عند صلاة الجمعة، فحزن عليه الموفَّق، ومشى في جنازته، وصلى عليه، وحُمِل في جنازته أعلامٌ احترامًا له، ولم تُحمل في جنازة غيره، ودفن بسُرَّ من رأى، ورثاه الشُّعراء؛ فقال (?) يحيى بنُ عليّ: [من الطويل]
أبا حسنٍ لا تَبْعَدَنَّ فقد مضى ... من الأرض لما أن مَضيتَ بهاؤُها
وهي المُلكُ وانحلَّتْ عُرى الدِّين بعدَه ... وأظلم من أرض العراقِ ضياؤُها
لقد فارق الدُّنيا حَميدًا وأَلْسُنُ ... البَرِيَّة مصروفٌ إليه ثناؤُها
يُسَكِّن نفسي أَنَّني لستُ باقيًا ... ولستُ أرى نفسًا يَدومُ بقاؤُها
عزاءً أميرَ المؤمنين لنفسك ... البقاءُ طويلًا والنُّفوسُ فداؤُها
ولا تُحْبِطَنْ أجرَ المصيبةِ إنَّه ... على قَدْرِ أحزانِ النُّفوس جزاؤُها
وفيها توفي
أبو الحسن البغداديُّ، ويعرف بابن أبي الوَرْد، وبـ: حَبَش؛ لأنَّه كان أسمرَ اللَّون، وإلى جدِّه أبي الوَرْد تُنسب [سُويقة أبي الورد] (?) ببغداد.
واسم جدِّه أبي الورد: (محمد) (?) بنُ محمدِ بنِ عيسى، مولى سعيدِ بنِ العاص مولى عَتاقة، وكان في صحابة المنصور.
و[قال الخطيب: ] ما زال - محمَّدٌ هذا - مشهورًا بالزُّهد والوَرَع والخلوةِ [والعبادة] حتَّى توفِّي في رجب من هذه السَّنة ببغداد (?).