وفيها دخل الزَّنْج البصرة لعشرٍ بقين من رجب، فقتلوا وفتكوا، ثمَّ دخلوا الأُبُلَّة والأهواز، ففعلوا فيها أكثرَ ممَّا فعلوا بالبصرة، وهربَ أهلُها (?).
وفيها ظهرَ بالكوفة عليُّ بن زيد الطالبي.
وفيها غلب الحسن بن زيد الطالبيّ على الرَّيِّ، فجهَّز إليه المعتمدُ موسى بن بُغَا في الموالي، وخرجَ معه مشيِّعًا له (?).
وحجَّ بالناس محمدُ بن أحمد بن عيسى بن أبي جعفر المنصور.
وفيها توفي
أوحدُ زمانه في علوم الحقائق، ولم يكن له مأوى غير المساجد، وهو أستاذُ أكثر البغداديين، وهو من كبار أصحاب السريّ، وهو أوَّلُ من عقِدت له الحلقةُ ببغداد، فتكلَّم في علوم الحقائق، ولم يتخلَّف عن مجلسه أحد من أصحاب السريّ، ولم يكن له روايةٌ يُعرَف بها.
قال المُسوحي: كنت آوي إلى باب الكُناس (?) كثيرًا، وكنتُ أدخل مسجدًا هناك أتَّقِي من الحر، وأستكنُّ من البرد، فدخلتُ يومًا وقد كظَّني الحرُّ واشتدَّ عليَّ، فحملتني عيني، فنمتُ، فرأيتُ كأنَّ سقفَ المسجد قد انشقَّ، فنزلت منه جاريةٌ عليها قميصُ فضَّة يتخَشْخَش، ولها ذؤابتان، فجَلَسَتْ عند رجلي، فقبضت رجلي عنها، فمدَّت يدها فنالت رجلي، فقلت لها: يا جارية، لمن أنت؟ فقالت: لمن دامَ على ما أنتَ عليه.
وقال الجنيد: كلمتُ الحسن المُسوحيَّ في شيءٍ من الأُنس، فقال: لو مات من تحت السماء ما استوحشتُ (?).