ولقد بررتَ الطالبيَّةَ بعدما ... ذمّوا (?) زمانًا بعدَهم وزمانَا
ورددت إلفة هاشمٍ فرأيتَهم. بعدَ العداوةِ بينهم إخوانا
لو يعلم الأسلافُ كيف بررتَهم ... لرأوك أثقلَ منهم ميزانَا (?)
وقال الطبري: أوَّلُ شيءٍ أحدثَ المنتصرُ أنَّه عزلَ صالح بن علي عن المدينة، وولاها عليَّ بن الحسين بن إسماعيل بن العباس بن محمد، وقال له لما ودعَه: يا عليّ، إنِّي قد بعثتُك إلى لحمي ودمي -ومد جلدة ساعدِه- فانظر كيف تكونُ للقوم، وكيف تعاملهم -يعني آل أبي طالب- فقال له: أرجو أن أمتثل رأيَ أمير المؤمنين -أيَّده الله- فيهم، فقال: إذًا تسعدُ بذلك عندي (?).
[قال: ] ووجِد [في أيام المنتصر] رجلٌ مقتولٌ على فراشه، قتلَه عبد أسود، فأحضرَه المنتصر، وقال [له: ] ويلك! لم قتلت مولاك؟ فقال: كما قتلتَ أنت أباك، فضربَ عنقه وصلبَه عند خشبة بابك (?).
[وقال الصولي: ] رأى المنتصر يومًا باغر التركيّ في داره، فقال: ما يصنعُ هذا هاهنا، أيريدُ أن يقتلني كما قتل أبي؟ قالوا إنَّه يخلف بُغَا الصغير، فقال: أخرجوه، لعنَ الله الجميع، فألحقَه بوصيف بالصائفة.
وكان أحمد بن الخصيب قد قال للمنتصر: أَبْعِدْ هؤلاء الموالي عنك، فإنِّي خائفٌ عليك منهم، [ففعل].
[حكاية الرجل الذي كان يجمعُ الرجال والنساء:
[حكى الصوليُّ قال: ] كان في أيام المنتصر رجل بمكَّة يجمعُ بين الرجال والنساء، فنفاه الوالي إلى عرفات، فصارَ الناسُ يخرجون على الحمير إليه، فبلغ الوالي خبرُه، فأحضره [إلى بين يديه]، وقال [له: ] يا عدوَّ الله، طردتُك من الحرم فصرتَ إلى المشعر