قال الفتح: فلمَّا ثقل قلت له: كيف تجدك؟ فقال:

وما لي سوى الإطراقِ والصمت حيلة ... ووضعي على خدِّي يدي عندَ تذكارِي

وإن طرقتني عَبرةٌ بعد عَبرةٍ ... تجرَّعتُها حتى إذا عِيلَ تصباري

أفضتُ دموعًا جمَّةً مستهِلَّة ... أُطَفِّي بها حرًّا تضمَّن إضماري (?)

فيا مُنتهَى سؤلِ المحبِّين كلِّهم ... أبحني محلَّ الأُنسِ مع كلِّ زواري

ولستُ أبالي فائتًا بعد فائتٍ ... إذا كنتَ في الدارين يا واحدًا جاري (?)

[ذكر وفاته:

واختلفوا في وفاته، فقال الخطيب: عن حيَّان بن أحمد السهمي قال: ] (?) ماتَ ذو النون بالجيزة، وحُمِل في مركبٍ حتى عدي به إلى الفُسطاط خوفًا عليه من زحمة الناس على الجسر، ودُفن في مقابر أهل المَعافر، وذلك [في] يوم الإثنين لليلتين خلتا من ذي القعدة [من سنة ستٍّ وأربعين ومئتين] (?).

[وحكى عنه محمد بن زبَّان الحضرمي قال: ] (?) كنتُ واقفًا على كوم بالمعافر يوم مات [ذو النون]، فلمَّا أخرج [من القارب]، وحُمِلَ على أعناق الرجال، جاءت طيورٌ خضرٌ فاكتنفت الجنازةَ تُرفرفُ عليها، فلمَّا دُفن غابت في الأرض، فقال الحسن بن يحيى بن هلال:

ورأيتُ أعجبَ ما رأيتُ ولم أكن ... من قبل ذاك رأيتُه لمُشَيَّعِ

طيرٌ تُرَفْرِفُ فوقَه وتَحُفُّه ... حتى توارَى في حجابِ المضجعِ

وأظنُّها رسلَ الإله تنزَّلت ... -والله أعلمُ- فوق ذاك الشرجعِ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015