وإذا (?) أحبَّ الله عبدًا أحبَّه، ولا يقدرُ العبدُ أن يحبَّ الله حتى يبتدئَه اللهُ [بالحب له، وذلك حين عرف منه الاجتهادَ في مرضاته.
وقال: من أحبَّ أن يُعْرَف بشيءٍ من الخير أو يُذكَرَ به، فقد أشرك في عبادتِه؛ لأنَّ من عَبد، (?) على المحبَّة لم يحب أنْ يَرى سوى خدمةِ مخدومه.
وقال: الدنيا مزبلةٌ ومجمع الكلاب، وأقلُّ من الكلب من عكفَ عليها، فإنَّ الكلبَ يأخذُ منها حاجتَه ويتركُ الباقي، والمحبُّ لها لا يشبعُ منها أبدًا.
وقال: إنَّما كرهَ الأولياءُ الموتَ لانقطاعِ ذكر الحبيب عنهم.
وقال: إذا رأيتَ من نفسك غفلةً، ومن قلبك قسوةً، فجالسِ الذاكرين، واصْحَبِ الصالحين، ورافقِ الزَّاهدين، وأَحِبَّ المحبِّين، وقد زالتْ عن قلبك القسوة، وحصلت لك اليقظة.
وقال [أحمد بن أبي الحواري: ] (?) لولا أنَّ السنَّة مضت بتقديمِ أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم ما قدمنا على عليٍّ رضوان الله عليه أحدًا؛ لسابقته وفضله رضي الله عنه.
ذكر وفاته:
واختلفوا فيها [خلافًا واسعًا على ثلاثة أقوال؛ أحدها: في] (?) سنة ثلاثين ومئتين، حكاه الخطيب (?).
وذكره جدِّي في "المنتظم"، وقال: أحمد بن أبي الحواري؛ كان الجنيد يقول: هو ريحانةُ الشام. وقال ابن معين: أظنُ أهل الشام يسقيهم اللهُ الغيثَ به. وقال: قال أحمد: كلما ارتفعت منزلةُ القلب كانت العقوبةُ إليه أسرع. وتوفي هذه السنة، يعني سنة ثلاثين ومئتين (?).